افتتح، أمس، مهرجان «كان»، وتبدأ اليوم عروض مسابقة الأفلام الطويلة، وهى من أقوى المسابقات فى تاريخ المهرجان الذى يعقد دورته ال62 هذا العام، حيث يتنافس على «السعفة الذهبية» أكبر جوائزه 20 مخرجًا ومخرجة. منهم عشرة سبق أن فازوا فى المهرجان، ومنهم أربعة فازوا بالسعفة الذهبية. يشترك فنان السينما البريطانى كين لوش بفيلمه «البحث عن إريك»، وقد فاز بالسعفة الذهبية عام 2006 عن «الريح التى تهز الشعير»، كما فاز بثلاث جوائز أخرى من 1981 إلى 1993. ويشترك فنان السينما الدنماركى لارس فون ترير ب«المسيح الدجال»، وفاز بالسعفة الذهبية عام 2000 عن «راقصة فى الظلام»، وبجائزتين عامى 1991 و1996. وتشترك فنانة السينما الأسترالية جين كامبيون ب «نجمة لامعة»، وفازت بالسعفة الذهبية عام 1993 عن «البيانو»، والثلاثة من أعلام السينما المعاصرة فى العالم، كما يشترك المخرج الأمريكى كوينتين تارانتينو ب«كتيبة الأوغاد»، وهو الفائز بالسعفة الذهبية عام 1994 عن «روايات الجيب». ومن أفلام أعلام السينما المعاصرة فى العالم أيضًا يعرض فى المسابقة «العشب البرى» إخراج آلان رينيه، وهو من رواد الموجة الجديدة فى فرنسا فى الخمسينيات، والذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عام 1980 عن «عمى الأمريكى»، ويعرض «أحضان مكسورة» إخراج بيدرو آلمودوفار الذى فاز بجائزة أحسن إخراج عام 2000 عن «كل شىء عن أمى»، وبجائزة أحسن سيناريو عام 2006 عن «العودة»، ويعرض «الشريط الأبيض» إخراج مايكل هانكى الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن «أستاذة البيانو» عام 2001، وبجائزة أحسن إخراج عن «المستور» عام 2005. ومن أفلام صناع السينما الشباب الذين يساهمون فى السينما العالمية بقوة يعرض «الزمن الذى يبقى» للمخرج الفلسطينى إيليا سليمان الذى سبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عام 2002 عن «يد إلهية»، و«حوض الأسماك» للمخرجة البريطانية أندريه أرنولد التى سبق أن فازت بجائزة لجنة التحكيم عام 2006 عن «طريق أحمر». ومن أفلام أعلام السينما الآسيوية يعرض «عطش» إخراج بارك شان - وول من كوريا الجنوبية، الذى سبق أن فاز بالجائزة الكبرى عام 2004 عن «فتى مخضرم». والعشرة الآخرون الذين يشتركون فى مسابقة كان 2009 ولم يسبق لهم الفوز فى المهرجان من بينهم علمان من الكبار، هما الإيطالى ماركو بيلوكيو، ويعرض له «المنتصر»، والتايوانى أنج لى، ويعرض له «تصوير وود ستوك»، اللذان سبق لهما الفوز بجوائز أخرى كبرى غير جوائز «كان»، ومن يدرى ربما تأتى مفاجآت من المخرجين الثمانية الآخرين الذين لم يسبق لهم الفوز فى «كان» أو غيره من المهرجانات الكبرى - إدارة المهرجان التى يقودها بامتياز رئيسه جيل جاكوب، ومديره تيرى فيرمو - تأتى بالأفلام الجديدة للكبار، والكبير يتحمل مسؤولية فيلمه، وليس المهرجان بالطبع، وفى نفس الوقت لا تقتصر المسابقة على أفلام الكبار، وإنما تشمل أيضًا أفلامًا جديدة لمخرجين متميزين يساعد المهرجان على أن يصبحوا بدورهم من الكبار، وهذا هو الدور الأساسى للمهرجانات. «إبراهيم الأبيض» فى السوق الدولية يعرض اليوم فى العاشرة مساء فى السوق الدولية التى تقام أثناء مهرجان كان الفيلم المصرى «إبراهيم الأبيض» إخراج مروان حامد، وهو فيلمه الروائى الطويل الثانى بعد «عمارة يعقوبيان» عام 2004، وكلا الفيلمين من إنتاج شركة «جود نيوز» التى أسسها الصحفى الكبير عماد الدين أديب. منذ فيلم تخرجه فى المعهد العالى للسينما بالجيزة أثبت مروان حامد أنه موهبة حقيقية أصيلة، وجاء فيلمه الطويل الأول «عمارة يعقوبيان» مؤكدًا ذلك، بل إنه فتح صفحة جديدة فى السينما المصرية المعاصرة، كما كانت رواية علاء الأسوانى المأخوذ عنها صفحة جديدة فى الرواية العربية المعاصرة، أى المكتوبة بالعربية. فتح علاء الأسوانى بروايته صفحة «الروايات الأكثر مبيعًا» التى لم تعرفها الرواية فى مصر منذ روايات إحسان عبدالقدوس فى الخمسينيات من القرن الميلادى الماضى، حيث يعبر الكاتب بأسلوب سهل ممتنع عما يشغل أغلب الناس فى عصره، أما الصفحة التى فتحها الفيلم فهى العودة بالسينما المصرية إلى عصر تعدد الأنواع، الذى يعنى النهضة فى جانب من جوانبه، بعد سيادة الأفلام الهزلية نحو عقد كامل دون منافس، وكما حققت رواية الأسوانى نجاحًا محليًا ودوليًا، كذلك حقق الفيلم داخل مصر وفى العالم العربى وفى أوروبا وأمريكا، ولذلك كله ليس من الغريب أن يكون «إبراهيم الأبيض» من الأفلام المصرية القليلة المنتظرة بشغف، وعرض الفيلم فى سوق كان لأول مرة إنجاز لشركة «جود نيوز»، بغض النظر عن خلط البعض بين ما يعرض فى السوق المتاحة لكل من يريد ويقدر على تحمل التكاليف، وبين العرض فى المهرجان أو فى البرنامجين الموازيين لنقابتى النقاد والمخرجين. [email protected]