هل فكرنا فى أقصى استغلال لوسائل النقل بالسيارات التى نملكها، فمثلا يقترح أن يتحدد موقع على الإنترنت يتلاقى من خلاله جميع طالبى خدمة التوصيل الذين قد لا يملكون سيارة أو لا يستطيعون القيادة مع عارضى خدمة التوصيل كمالكين للسيارات ولديهم الرغبة فى توفير مصاريف واستهلاك السيارة، بحيث يتلاقون فى الصباح فى أماكن سكنهم المتقاربة مكانياً ويذهبون سوياً إلى جهات العمل التى تقع فى نفس الجهة، ويتكرر هذا على مدار الأيام نظير مبالغ مالية شهريا تسدد من طالب الخدمة وتساهم فى أعباء مالكى السيارات من مصاريف إهلاك للسيارة أو البنزين، وتنتشر هذه الفكرة وتنظم بتشريع وتشرف عليها شركات تنشئ المواقع على الإنترنت لنشر الخدمة بطرق الاتصال المختلفة، كما يمكن تبديل التوصيل يوماً بعد يوم بين مالكين لسيارتين لتحقيق توفير مشترك للنفقات، هنا تستخدم أغلب السيارات بشكل عمومى «Universal» يوفر المال والجهد لكل من طالبى الخدمة وعارضيها، ومن جهة أخرى تساهم فى حل مشكلة المرور بتقليل عدد السيارات المارة فى الشوارع، ومشكلة النقل ومشكلة التلوث البيئى، وللوصول إلى مثل هذا الحل تساعدنا نظرية تريز TRIZ للحلول الابتكارية باستخدام الاستراتيجية السادسة وتسمى العمومية «Universality» حيث نتوصل للحل باستخدامها فى إيجاد وظائف مختلفة لنفس الشىء ليقوم بمهام مختلفة بدلاً من تطبيق أو استخدام واحد، وعليه تتحقق أقصى استفادة من رؤوس الأموال المستخدمة فى السيارات عن طريق التحول لخدمة عدة أشخاص بدلاً من شخص واحد، وخير مثال لتطبيق هذه الاستراتيجية هو ابتكار الهواتف النقالة «Mobiles» حيث لا يقتصر استخدامها فى استقبال وإرسال المكالمات الهاتفية بل سيستخدم أيضاً فى إرسال الرسائل القصيرة، الرسائل الإلكترونية «E-Mails»، التصوير الفوتوغرافى والفيديو، منبه، توقيت، حاسب، وغيرها من المهام التى ستتعاظم فى المستقبل لتشمل استقبال الفضائيات المختلفة وخلافه، كما تتضمن الاستراتيجية وجود حلول مماثلة لتحقيق أقصى إنتاجية من الموارد البشرية عن طريق تدريب وتأهيل الأفراد بحيث يستطيعون العمل فى عدة وظائف وإنجاز أكثر من مهمة. كما تفيد هذه الاستراتيجية «العمومية - Universality» من نظرية تريز TRIZ للحلول الإبداعية فى تحقيق أقصى استفادة من الأصول الرأسمالية والموارد البشرية كمصادر للثروة لتحقيق أعلى إنتاجية وعائد اقتصادى، فمثلاً يمكن تشغيل المصانع التى تعمل بعض الوقت فقط لتعمل على مدار اليوم بالكامل لصالح الغير «طالبى الخدمة» وذلك بإنشاء دليل على الإنترنت تديره شركة متخصصة يتلاقى فيه أصحاب أو مديرو المصانع التى يتوافر لديها إمكانات متاحة للإنتاج والتصنيع مع طالبى هذه الخدمة من مستثمرين مصريين أو أجانب محتاجين لهذه الخدمات فى مصر، حيث تتوافر فى هذا الموقع مواصفات كاملة للمعدات، والماكينات التى يمكن استغلالها والمواعيد الممكن العمل فيها، هنا تتوافر بعض العملات الحرة المستخدمة فى استيراد هذه المعدات يساهم هذا الحل فى تشغيل عدد أكبر من العمال على مدار اليوم، وأيضاً يساعد فى التصدير لمنتجات نصف مصنعة أو مصنعة بالكامل يقوم بتصديرها مستثمرون مصريون أو أجانب دون استثمار فى أصول ترهق تمويل المشروعات التى يقومون بها. قياساً على ذلك تتوالى التطبيقات للاستراتيجية لتشمل مثلاً استغلال دور العبادة، والمدارس، والجامعات فى محو الأمية والإرشاد فى الريف بجانب التنوير المجتمعى ونشر الثقافة، وإقامة الندوات، والمعارض، ودور التقوية المدرسية وذلك فى غير مواعيد العبادة أو العمل، كما يمكن استغلال هذه الأماكن بجانب المصانع فى التدريب والتأهيل لأفراد المجتمع على المهن والمهارات التى يحتاجها المجتمع ولخلق فرص عمل أفضل لمحدودى الدخل، أو تؤدى للجمع بين وظيفتين لتحقق زيادة فى دخل الأسر ذات الدخل المحدود. وكذلك بتطبيق هذه الاستراتيجية يمكن تحقيق أقصى استغلال لمنشآتنا السياحية من فيلات وشاليهات بالساحل الشمالى وخلافه لتؤدى عدة تطبيقات سياحية أو إيجارية، ويؤدى تطبيق الاستراتيجية كذلك إلى توفير المعدات والمستلزمات المنزلية والآلات الزراعية والاستثمارية بالإيجار باستخدام فكرة العمومية السابق شرحها، ويمكن أيضاً استغلال المنزل كمكان للعمل فى الصناعات الصغيرة أو متناهية الصغر بعض الوقت لتحقيق زيادة فى دخل الأسرة، كما تساعد فى استغلال الشقق والعقارات المغلقة، بإيجاد تشريع ذكى يشجع على أقصى استغلال لهذه الشقق والعقارات التى تمثل مليارات من الجنيهات المعطلة. وجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تستخدم تقنياً فى العالم وفى مصر فى تصميم الأثاث والمبانى والمعدات والآلات بشكل يسمح باستخدامها فى تطبيقات مختلفة، مثال ذلك المقاعد التى يمكن استخدامها كسرير فى وقت النوم وخلاط المطبخ الذى يقوم بعدة مهام، هناك أمثلة لا تحصى، وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة تغيير الثقافة المجتمعية لتتقبل مثل هذه الحلول والإقبال على ثقافة المشاركة والاستغلال العمومى للأصول لتحقق أقصى عائد، كما يساعدنا فى التطبيق إنشاء مواقع مختلفة على الإنترنت تديرها شركات متخصصة فى استخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصالات لتحقيق جودة هذه الخدمات. وكما جاء فى المقالات السابقة تقترح الحلول التى من شأنها أن تتيح تطبيق الأفكار المختلفة بعاليه، والوقوف على المعوقات التى تعوق التنفيذ «المتناقضات للحلول» وتنشئ مصفوفات الحل والمتناقضات حيث تعالج بالاستراتيجيات المختلفة لنظرية تريز TRIZ رياضياً للوصول إلى أقرب الحلول مثالية وتطبيقها بتشريعات ذكية مرنة وإدارة حديثة تضمن أفضل النتائج بعد اختبار جدواها الاقتصادية، وإلى لقاء آخر واستراتيجية جديدة للحلول. [email protected]