ما كنتش ناوية أكتب تانى عن المرور وأحواله ولا عن قانون المرور الجديد الذى لم يغير أى شىء على أرض الواقع سوى أنه نفع إدارة المرور بالمخالفات الباهظة.. وعدم النية فى الكتابة سببه اليأس والإحباط وحقيقة أن الواحد يؤذن فى مالطا.. لكن أهو الواحد يفش غله بدل الأدوية المهدئة.. ساقنى القدر منذ يومين إلى الطريق الدائرى وبالتحديد عند المكان الذى حدثت فيه الحادثتان الفظيعتان منذ أسبوعين.. لفت نظرى عربة تتأرجح يمينًا ويسارًا رغم أن الحارات الأربع مزدحمة جدًا.. تعجبت وراقبت ما يحدث فشاهدت ثلاثة من الشبان داخل هذه العربة الراقصة يعاكسون فتاة تقود عربة فى الحارة المجاورة.. والشاب السائق يميل عليها بسيارته وكأنه سيصدمها ثم يعود نصف دقيقة ويفعل نفس الشىء، وهو فى غاية السعادة هو وزميلاه.. والحمد لله أن الفتاة لم تفزع من ميل العربة فى اتجاهها ولم تحاول أن تتفادى هذه السيارة فجأة.. ولو كانت فتاة أخرى غيرها وأصابها رعب للحظات وصدر عنها رد فعل سريع لكانت حادثة أفظع مما حدثت قد حدثت.. وتطوع أحد راكبى السيارات وأخذ يضرب الكلاكس بشكل متواصل حتى يكف الشباب عن تصرفهم ولكنهم لم يكترثوا وظل الحال هكذا فترة طويلة حتى فرقهم الطريق.. أى أن الحال كما هو.. والاستهتار كما هو، ولا توجد أى رقابة مرورية فى هذا الطريق الذى لم تجف دماء ضحاياه بعد.. وهؤلاء الشباب لم يأخذوا مخالفة ولم يدفعوا مليمًا، بينما يقع سائق تاكسى غلبان فى خية المخالفات، لأنه لا يحمل شنطة إسعاف أو لأن طفاية الحريق فى شنطة العربية. وفى نفس المشوار البايخ وعند مدخل النفق، ساق القدر عربة إسعاف تضرب السارينة بشكل متواصل.. والسائق يصرخ فى الميكروفون.. وأخذت أتابع وأنا متوقعة أن الناس لن تلتفت ولن تهتم وهو شىء معروف وقديم وعادى.. ومن الأعراف المرورية الراسخة أن الناس تعودت أن تسير خلف الإسعاف ربما.. ربما.. فتح أمامها الطريق فيكونون خلفها ويسرعون للفرار من الزحام ولكن الجديد أننى رأيت العربات تزاحم عربة الإسعاف و«تكسر» عليها حتى تسبقها وتدخل إلى النفق قبلها وكأنها عربة تموين تحمل «شاى وسكر وزيت» وليست عربة إسعاف تحمل مريضاً أو جريحاً فى حالة حرجة.. والجديد جدًا جدًا أننى قررت التوقف حتى يضطر من خلفى أن يقف وربما شعر من هم بجوارى بأهمية الأمر وأفسحوا الطريق حتى تستطيع العربة أن تفلت من الزحام الرهيب وعندما فعلت هذه الفعلة الشنعاء تعالت أصوات الكلاكسات خلفى فى غضب عارم وبالتأكيد انهال السباب على غبائى لكن الحمد لله ما سمعتش لأنى كنت قافلة الزجاج. كم ستتكلف الدولة وكم ستدفع إدارة المرور لو عدنا لنظام «الكونستابل» القديم.. عدد من الموتوسيكلات يقودها رجال مرور وتقف فى نقاط مهمة خاصة فى الطرق الدائرية كثيرة الحوادث.. وعندما يشاهد مثل هذه المهازل يسارع خلف المخالف ويقوم بإيقافه ويسحب الرخصة «خمس سنين» من غير غرامة ولا حبس ولا تخشيبة ولا شنطة إسعاف.. يارب حد يقرأ ويصدق ويقول لواحد صاحبه يكون يعرف أى حد فى إدارة المرور يمكن يقتنعوا إن المرور فى حالة سيئة جدًا وإن الحل سهل وبسيط وغير موجود داخل شنطة الإسعاف.