أمر المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، بالتحفظ على ملف المنزل (20) حارة الصوفانى، الذى انهار مساء أمس الأول، وراح ضحيته شخصان أحدهما مالكته، وقرر تشكيل لجنة هندسية لفحص حطام العقار والمنزل المجاور له رقم (18) واستدعاء المسؤولين فى الحى، لسؤالهم عن سبب عدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة بشأن المنزل الذى شهد الانهيار. وانتقل شريف فؤاد غانم، مدير نيابة كرموز، إلى المستشفى لسماع أقوال المصابين حول الحادث، وأسباب انهيار المنزل، حيث اتفقت أقوالهم على أن الانهيار تم بسبب أعمال الهدم فى المنزل المجاور رقم (18)، وتبين من المعاينة التى أجراها مدير النيابة للمنزل أنه مكون من دور أرضى و3 أدوار علوية بأسقف خشبية وحوائط حاملة، فى كل طابق شقة واحدة بالإضافة إلى غرفة أعلى السطح الذى مساحته حوالى 80 مترا. وكشفت تحقيقات النيابة أن المنزل صادر بشأنه القرار رقم 13 لسنة 2007 من حى غرب «هدم» لم ينفذ، بعد أن تعهد السكان بالإقامة داخله على مسؤوليتهم الشخصية بالإضافة إلى صدور القرار رقم 19 لسنة 1996 للمنزل المجاور بالهدم حتى سطح الأرض، ومسند تنفيذه للمقاول أحمد حمودة، الذى أمرت النيابة باستدعائه. وعلى صعيد متصل، أنهت قوات الحماية المدنية والدفاع المدنى أعمال رفع الأنقاض وتم استخراج جثة مالكة المنزل سرية محمد عبدالنبى (70 سنة) بالإضافة إلى جثة أنيس محمد الدراج (ليبى الجنسية) ليرتفع عدد الضحايا إلى (2) و(4) مصابات هن نادية محمد هاشم وماجدة محمد هاشم (بنتا مالكة العقار) وشيماء والطفلة مريم محمد عبدالنبى (8 سنوات) وما زال الغموض يحيط بمصير الطفل إسلام شقيق الطفلة مريم التى تم نقلها إلى المستشفى، حيث قرر الجيران أنهم شاهدوا الطفل يدخل إلى المنزل قبل انهياره بلحظات فى حين ذهبت والدته (فيفى) بصحبة شقيقته إلى المستشفى اعتقادا أن ابنها فى الدرس. وكان اللواء خيرى موسى، مدير أمن الإسكندرية، تلقى بلاغا بانهيار المنزل رقم (20) من حارة الصوفانى فى منطقة كرموز ووجود مصابين فانتقلت قوات الحماية المدنية والدفاع المدنى إلى مكان الانهيار وبدأوا عمليات رفع الأنقاض، وأعلنت المحافظة فى بيان رسمى صادر عنها صباح أمس أنه تم الانتهاء من رفع الأنقاض. كما التقت «المصرى اليوم» مع محمد محمد عبدالحميد (سباك) من سكان المنزل المنهار والذى أوضح أن العناية الإلهية أنقذته من الموت تحت الأنقاض، بعد أن ناداه أحد أصدقائه للجلوس معه على المقهى قبل انهيار العقار بلحظات، وأضاف أنه كان متخوفا من أعمال الهدم بالمنزل المجاور، ولكن كل السكان لم يستطيعوا المغادرة لعدم وجود بديل، إلى جانب أن معظمهم من البسطاء. وحذر عبدالحميد من حدوث كارثة فى منطقة كرموز، لأن معظم مبانيها متهالكة وطالب المسؤولين بالنظر إليها. أما شيماء خالد محمد (طالبة ثانوى) فتصف لحظة الانهيار وتقول إنها كانت تعيش مع جدتها «سرية» مالكة العقار، وتواجدت معها بالمنزل يوم الحادث وفوجئتا بجارهما حافظ يطلب منهما مغادرة المنزل لأنه يشعر بهزة جامدة، وأثناء ارتداء ملابسهما حدث الانهيار، وفوجئت بالمنزل يتحول إلى شطرين واختفت جدتها تحت الأنقاض.