لم يتبق على انتخابات (مجلس الشعب) سوى عام تقريباً، وتصادف أن يكون تاريخ هذا العام هو (2010) وهو الرقم الذى ارتبط فى أذهان المصريين بأشهر فشل فى السنوات الأخيرة وهو (صفر المونديال)، وأتمنى أن يكون هذا الفشل هو الفشل الوحيد الذى يقترن ب2010، وألا يكون لدينا فشل آخر يقترن بهذا التاريخ ويسمى (صفر الانتخابات) أو (صفر مجلس الشعب). قد يتساءل البعض: لماذا الحديث مبكراً عن الانتخابات القادمة؟ وأرد عليهم بأنه حديث متأخر وكان يجب أن نبدأ فيه منذ عام مضى على الأقل، ذلك لأن الانتخابات القادمة ربما تكون هى الوسيلة الواقعية الوحيدة لإحداث التغيير الذى نحلم به، فإذا نجحنا فى خلق مجلس شعب قوى وفاعل، ربما يتغير شكل مصر كلياً فى السنوات الخمس المقبلة (2010 - 2015)، خاصة أن هناك انتخابات رئاسية قادمة ستقام فى 2011، لذلك أقترح على «المصرى اليوم» بدء حملة توعية من الآن وحتى موعد الانتخابات تبيّن فيها للناس مَنْ يختارون، وبالطبع لا أقصد بهذا أن نملى عليهم أسماء أو نجبرهم على انتخاب أحد، ولكننى أقصد أن تبيّن لهم ما الصفات التى يجب أن تتوافر فى عضو مجلس الشعب خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا: مستقل أم حزبى؟ رجل أعمال أم موظف؟ وجه مكرر أم وجه جديد؟ شاب طموح أم رجل ذو خبرة سياسية؟ ويكون ذلك مصحوباً بتحليلات لأداء كل من يمثل هؤلاء فى المجلس الحالى، مثل عدد الاستجوابات وطلبات الإحاطة ومدى تأثيرها، حضور الجلسات والغياب عنها، الموافقة والرفض على مشاريع القوانين التى طرحت فى هذه الفترة، التطورات التى حدثت فى دائرة كل عضو، وهكذا يمكن أن تضىء «المصرى اليوم» الطريق للمصريين ليختاروا الأنسب فى الفترة القادمة، وهذا هو الدور التنويرى للإعلام الذى نحلم به جميعاً، وكما قُدتم من قبل حملة لتجميل القاهرة، قودوا هذه الحملة لتجميل شكل مصر السياسى، لا تيأسوا ولا تفقدوا الأمل فأمامكم عام كامل، وإذا نجحتم فى إدخال عضو مجلس شعب واحد شريف ونزيه وفاعل بدلاً من آخر فاسد، فذلك هو النجاح بعينه، وربما تنجح الحملة ويتحقق الحلم ويأتى التغيير، حتى لا يضاف صفر آخر إلى أصفارنا الكثيرة. أحمد عبدالغنى