يواصل الطبيب الأمريكى السورى رضوان شيبسيج فى الكتاب الإجابة عن كيف نحقق صحة جنسية أفضل، ويؤكد أن الدراسات أثبتت أن مجرد إنقاص الوزن وممارسة الرياضة قد حسنت الجنس فى ثلث المرضى، ولكن ما هى أساليب الحياة التى تؤثر على الاستجابة الجنسية؟ يؤكد المؤلف أن التدخين الذى يقتل كل عام 430 ألف أمريكى هو من أهم أسباب القصور الجنسى، أما زيادة الوزن والبدانة فهى الرصاصة الثانية التى تطلق على الجنس وتحوله إلى جثة، والأسلوب الثالث هو الرياضة وينصحنا المؤلف بأن قليلاً تداوم عليه خير من كثير لا تقدر عليه، وهناك الإجازات وتخفيف التوتر العصبى وخطط النوم، إنها أساليب ليست للصحة العامة فقط، ولكنها مايسترو رئيسى فى قيادة أوركسترا الجنس الهارمونى ذى الإيقاع المدهش. خطوة مهمة أخرى للحفاظ على صحة جنسية أفضل عنوانها «الجسم كله يشارك»، تعتمد هذه الخطوة على مفهوم أن الجنس ليس جزيرة معزولة عن قارة الجسد البشرى بكل أجهزته، والمدهش أننا نعرف عن صيانة سياراتنا أكثر مما نعرف عن صيانة أجسادنا!! لذلك لابد من بعض القياسات التى يسميها المؤلف قياسات الجنس وهى قياس نسبة التستوستيرون وهو الهورمون الذكرى الذى يسيطر على إيقاع الرغبة والأداء الجنسى فى الرجل، ثانياً: قياس حالة القلب، ثالثاً: ضغط الدم، رابعاً: حالة البروستاتا والتهابها وتضخمها الحميد أو الخبيث ومتابعتها بتحليل هورمون الPSA، خامساً: قياسات الجهاز العصبى، سادساً: السكر والأنسولين، سابعاً: قياسات الدهون والكوليسترول. بروجرام جنس أروع لحياة زوجية أفضل عنوانه الصحة النفسية يضعه د. شيبسيج، وهو بالفعل من أهم الخطوات التى نتفنن نحن المجتمعات العربية فى إغفالها وتشويهها وإنكارها، وبالرغم من أن المخ هو أهم عضو جنسى، فإننا مازلنا نصر على أن الجنس هو النصف الأسفل فقط، تبدأ هذه الخطوة بكلمة «لا» التى لابد أن تجربها يومياً لمرة واحدة فقط، فأنت بشر لك طاقة محدودة ولا تستطيع أن تكون سوبرمان الذى يقبل أى دعوة وكل حفلة وجميع الأعمال والتكليفات، ارفض أن تدور فى هذه الساقية وقل «لا» وتغلب على الاكتئاب والقلق، والأهم تغلب على السلوك المعادى للجنس وهو السلوك المدمر للصحة الجنسية والمعوق لأى محاولة إصلاح، السلوك المعادى للجنس الذى يبدأ بعبارة «أنا كدة ومش هتغير»، إنها منتهى الأنانية، ولا أعرف لماذا نقف كثيراً أمام المرآة لنحافظ على هندامنا ونقيم منظرنا، لماذا لا نعطى نفس الوقت ونمنح نفس الفرصة لتقييم سلوكنا والتراجع عن سلبياتنا وأمراضنا وعورات أنانيتنا، ومن ضمن هذه السلوكيات المعادية للجنس الغضب والتفكير السلبى التشاؤمى والوسواس. بعد قراءتك لهذا الكتاب ستخرج ببعض النتائج المدهشة التى ألخصها وأعيد صياغتها بلغة مصرية عربية بعيداً عن اللكنة الأمريكية: الصحة الجنسية دورية حراسة نشطة لصحتك العامة، الجنس ديالوج وحوار وليس مونولوجًا أخرس، الجنس يبدأ خارج الغرف المغلقة ويقفز من تحت الأغطية!! وهو حياة دائبة، وأول حروفه تكتب خارج غرفة النوم، ولو عاندت وركبت دماغك وأصررت على أن تتعامل معه كنشاط مدته عشر دقائق فقط فأنت واهم وخاسر، الحبة الزرقاء ليست هى الحل الوحيد للضعف الجنسى، إنما هى حل من ضمن الحلول، لنكن صرحاء فى علاقاتنا الزوجية الجنسية ولقاءاتنا الحميمة، ويا أيها الرجل العزيز لا تدخل العلاقة متنكراً من سلم الخدامين، وأيتها الزوجة العزيزة لا تدخلى العلاقة خرساء تتحدث بلغة الإشارة، لا ترتديا الأقنعة، فالجنس ليس مسرحية هزلية أو حفلة تنكرية، وليس أيضاً معركة حربية شعارها الحرب خدعة، إنما هو لقاء حميم ولحظة اتفاق لصناعة حب وعزف مقطوعة عشق.