إذا تعاملنا مع الجنس على أنه خمس دقائق فى غرفة النوم، فقد وقعنا فى خطأ جسيم، فوجبة الجنس الرائعة يتم طبخها على مهل طيلة الأربع والعشرين ساعة!، هذا هو ملخص كتاب «حياة زوجية رائعة فى سبع خطوات سهلة»، الكتاب تأليف د.رضوان شيبسيج، أستاذ المسالك البولية بجامعة كولومبيا، مؤسس مركز نيويورك للصحة الجنسية، الكتاب شديد الأهمية والسلاسة فى نفس الوقت، وأهميته بالنسبة لقراء الوطن العربى تنبع بشكل خاص من خلفية المؤلف السورية، التى تجعله يغلف كل نصائحه الجنسية فى إطار يحترم الخصوصية العربية الشرقية فى نفس الوقت الذى لا يضحى فيه بدقة العلم وصرامته، الكتاب ليس وصفة طبيخ بالمقادير والجرامات ومدة البقاء بالفرن، وليس معادلة كيميائية تتم فى المعمل بقوارير وسحاحات وعوامل مساعدة، وإنما هو كتاب يساعدك على معرفة نفسك، ومعرفة جسدك، ومعرفة رفيقة مشوار عمرك، ومعرفة أهم نشاط وسلوك إنسانى اختلطت فيه الأساطير بالأوهام بالأمنيات بالوساوس، سلوك الجنس. الكتاب فى الأساس موجه للرجال بحكم تخصص المؤلف، ولكنه لا يتعامل أبداً مع الجنس على أنه معزوفة صولو فردية من الرجل، بل يؤكد أن الجنس علاقة حوار وشراكة وتفاعل بين الرجل والمرأة، وإذا تعامل معه الرجل بشكل أنانى لا ينظر إلا إلى ذاته فقط فحينها من الأفضل أن يشترى دمية تنفخ بالكومبريسور من محال البورنو لكى يفرغ فيها شحنته الجنسية!!. يبدأ المؤلف بالتركيز على نقطة محورية غائبة عن أذهان الرجال، جملة فى غاية الأهمية لو وضعها كل رجل فى ذهنه وهو يسعى لاكتمال صحته الجنسية لاستطاع حل معظم مشكلاتها، العضو التناسلى هو ترمومتر صحتك العامة!، تبدو الجملة غريبة ولكنها فى منتهى الصدق من الناحية الطبية، فالانتصاب هو قمة جبل جليد الصحة الجنسية، والمختفى من الجبل هو صحة قلبك وهرموناتك وجهازك العصبى ونسبة دهون جسمك ووزنك ونسبة سكر دمك وضغط دمك.. إلخ، ويكفى أن تعرف أن شريان القضيب أضيق من شريان القلب، وأن ضيق شريان القضيب، الذى يسبب الضعف الجنسى هو مقدمة وجرس إنذار لضيق شريان القلب وتوابعه، إذن الضعف الجنسى من الممكن أن يكون مقدمة أو بروفة للعرض الجنرال الكبير، الذى ينهار فيه بناء المسرح الصحى والجسد كله، ولأن علاج أمراض الجنس ليس فيه وصفة ع الماشى، وإنما هو بروجرام بخطة محكمة، إذن فعليك باتباع الخطوات السبع الذهبية!! الخطوة الأولى فى رحلة تحقيق حلم الجنس الرائع هى تخطى الموانع، فنصف الذين يعانون من الضعف الجنسى يخجلون من الطبيب وعرض مشاكلهم والتعرى أمامه، لذلك لا بد من تخطى هذه الموانع، والتغلب على الفرامل والكوابح التى تكبت مشاعرنا، أول هذه الموانع هو الخجل والحرج، مما يجعل المريض متردداً فى دق باب الطبيب بدعوى أنها مسألة خاصة جداً وإفشاء أسرارها سوف يقضى على ثقته بنفسه واعتقاده بأن الطبيب نفسه سيكون محرجاً بالتبعية، ثانى الموانع هو الإنكار، وكأن شيئاً لم يكن، ويستخدم المريض عبارات غامضة من قبيل «كل شىء فى رأسى» و «سأجتاز التجربة وأعديها»...... إلخ، ثالث الموانع هو التهوين، يعنى ده شىء طبيعى بييجى مع السن ويا عم قول يا باسط وإحنا حناخد زماننا وزمن غيرنا، رابع الموانع سياسة الأمر الواقع والرضا بها والرضوخ لأوامرها تحت شعار ما فيش بإيدى حاجة أعملها، وخامس الموانع هو الخوف مثل من يخاف من عمل التحاليل كى لا يكتشف أمراً خطيراً مخفياً، آخر الموانع التى تعوق صناعة حياة جنسية رائعة هو إلقاء اللوم على الطرف الآخر، واتهام شريكة الحياة بأنها هى السبب الأول والأخير، ويبدأ فى الإنصات لنصائح أصدقائه الذين يقولون له بإلحاح «الحل إنك تتجوز عليها!!». نستكمل الخطوات الأخرى الأربعاء المقبل.