خلق الإنسان عجولاً.. وجهولاً.. ولذلك يظن أنه يستطيع أن يقوى بشىء من التعصب يجمعه مع زمرة أخرى من المتعصبين.. ويتخذون لذلك رداء تفضحه الأيام!.. والقصة الحقيقية التى أقصها عليكم اليوم هى قصة الطبيب النابغة المتخصص فى أمراض النساء نجيب محفوظ باشا مؤسس قسم ومتحف أمراض النساء العالمى بقصر العينى. حيث قرر بعد عودته من البعثة الدراسية أن ينذر نفسه للعمل فى تخصصه فى خدمة أهل بلده.. فقام بتوزيع اسمه وعنوانه على جميع الدايات فى القاهرة وأوصاهن بألا يترددن فى الاتصال به عند مواجهة حالة ميلاد عسرة.. وفى ليلة شتوية ممطرة قارسة البرد فى 11 ديسمبر 1911 بالتحديد «كما كتب فى كتاب قصة حياته» فوجئ برجل معمم يناديه ومعه حنطور لمصاحبته لإنقاذ زوجته التى تعانى ولادة متعثرة منذ يومين.. رافقه فوراً.. وأنقذ برعاية الله الأم والمولود. حاول الشيخ عبدالعزيز إبراهيم أحمد مكافأته.. اعتذر برقة قائلاً: إنى نذرت ذلك لأهلى.. وكانت المكافأة هى أن سمى الشيخ عبدالعزيز مولوده باسم الطبيب القبطى الشاب.. نجيب محفوظ.. وكبر الوليد ليصبح أديب مصر الأشهر.. نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل.. يرحمهما الله ويرحمنا جميعاً. د. حمزة إبراهيم عامر