على الرغم من استنفار عدد من الرقباء من بعض الأعمال التليفزيونية التى عرضت خلال رمضان بسبب جرأتها الزائدة، فإن صناع الدراما أشادوا باستنارة الرقباء وارتفاع سقف الحرية هذا العام مقارنة بكل الأعوام السابقة. يقول المنتج محمد فوزى: لاحظت ارتفاع سقف الحرية فى كل المحطات التى عرضت أعمالى عليها هذا العام، ورغم أن لى 5 مسلسلات هى «ابن الأرندلى» و«أفراح إبليس» و«الأدهم» و«آخر أيام الحب» و«دموع فى نهر الحب»، فإن الملاحظات الرقابية كانت قليلة وهامشية بعيدة عن صلب الدراما وبالتالى لم تؤثر على عرض أى عمل، لأننا كصناع دراما نتحمل مسؤولية اجتماعية وندرك معنى أن ندخل كل بيت وبالتالى نحترم حرمة البيوت. وعن ضرورة وجود الرقابة الرسمية قال فوزى: أعتبرها مهمة جداً ولا يمكن إلغاؤها لأن بعض صناع الدراما يشطحون بخيالهم بعيداً عن الواقع ويقعون فى محاذير قد تضر بالمجتمع، ولو ألغيت الرقابة الرسمية ستواجهنا رقابة أشد افتراساً هى رقابة التيارات المتشددة فى المجتمع. المنتج حسام شعبان يرى وجود تحسن ملحوظ فى العلاقة بين الرقيب وصانع الدراما، وهذا ظهر فى المسموح به هذا العام الذى لم يكن مسموحاً به فى السنوات الماضية، كما أن صانع الدراما أصبح متفهماً لطبيعة الدراما التليفزيونية والمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقها، وقال: بالنسبة لمسلسلاتى الثلاثة، فقد حظى «حرب الجواسيس» بإشادة الأجهزة الرقابية فى كل التليفزيونات التى عرضته، وجاءت تقاريره الرقابية إيجابية جداً، وقبل تصويره كنا نعقد جلسات عمل مع جهات أمنية وكانوا يعطوننا توجيهات بسيطة بمنتهى الود، أما مسلسلى «تاجر السعادة» و«متخافوش» فقد اعترضت رقابة التليفزيون على بعض مشاهدهما بسبب وجود ماركات تجارية لبعض المنتجات والسيارات، واعتبروها إعلانات، ولهذا السبب تم حذف مشهد من «تاجر السعادة» فى قناة الحياة بسبب وجود «حاجة ساقعة» فى أحد مشاهده، كما تم حذف مشهد من «متخافوش» بسبب وجود علامة سيارات وهذا ورد بشكل غير مقصود ولهذا التزمنا بحذفه ومن حق الرقابة التدقيق فى هذه الأمور لأن هناك منتجين يتعمدون عمل إعلانات فى مسلسلاتهم، وهناك وكيل إعلانى عرض علينا بشكل مباشر وصريح أن نعلن عن بعض المنتجات فى مسلسلاتنا لكننا رفضنا لأن المشاهد ذكى ولا يمكن استغفاله، ولا نحب أن تكون أعمالنا الفنية واجهة إعلانية لأحد. وأشاد جمال العدل بعمل الرقابة فى مصر، ووصفها بأنها «تحسنت جداً»، ولذلك أصبحنا نشاهد على شاشة التليفزيون موضوعات لم نكن نجرؤ على مناقشتها من قبل مثل الاغتصاب والأسرى المصريين، لكنه ضد اعتراضات الرقيب على ماركات السيارات لأنها مشكلة ليس لها حل، وقال: إذا كان البطل رجل أعمال كبيراً أو سياسياً كبيراً فهو يركب سيارة مرسيدس مثلاً، ولن نستطيع إخفاء علامتها لكن ممكن نحاول تلاشيها قدر الإمكان فى التصوير، وليس منطقياً أن نجعل البطل الثرى يركب عربية بحمار، ورغم التحسن الملحوظ فى السقف الرقابى فإن هناك رقباء لايزالون يتعاملون بعقلية الموظف ويقومون ببتر مشاهد من الأعمال وهذا غير مقبول، وأنا أقصد ما حدث مع بعض الزملاء، لكن الحقيقة أننى لم تواجهنى أى مشكلة رقابية هذا العام حتى إن هناك حوارا فى «خاص جداً» عن الزواج بين مسلم وقبطية، لم تعترض عليه الرقابة لأنه مكتوب بحرفية شديدة. المنتج خالد حلمى يرى أن صانع الدراما هو الرقيب على نفسه، والكل يحب مصر ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، وقال: الرقابة لم تعترض على أى مشهد فى «هانم بنت باشا» لأننا صنعناه بحرفية وراعينا فيه ثوابت وأخلاقيات المجتمعين المصرى والعربى، والأمر نفسه بالنسبة لأعمالنا الإذاعية التى كانت أكثر احتراماً من بعض أعمال الست كوم التى عرضت هذا العام، ونحن كشركة متمرسون فى العمل الإذاعى بوجه خاص ونعرف حدودنا جيداً وبالتالى لا نقع فى أى محاذير رقابية. وعن الاعتراضات الرقابية على ماركات السيارات قال حلمى: الاعتراض يجب أن يكون فى حالة واحدة هى تصوير موديل جديد مطروح مؤخراً بالأسواق، فى هذه الحالة يعتبر إعلاناً وينبغى حذفه، أما تصوير الموديلات القديمة للسيارات فهذا لا يعتبر إعلاناً. وامتدح المنتج محمود شميس الرقابة فى كل التليفزيونات العارضة للدراما هذا العام، لأن القائمين عليها يتفهمون ما تتناوله المسلسلات ويتناقشون فيه للوصول إلى حلول وسط بحيث للحفاظ على قيم المجتمع مع عدم بتر العمل الفنى بشكل يشوهه، وقال: قدمنا 3 مسلسلات هى «الباطنية» و«قاتل بلا أجر» و«المصراوية»، ولم تحدث مشكلة رقابية فى أى منها بل كانت كلها توجيهات رقابية بسيطة نفذناها دون أى صدامات.