جاء موسم العمرة البحرى هذا العام خارج التوقعات لأول مرة منذ عقود عديدة، وألقى الموسم بخسائره على الجميع سواء الوكلاء السياحيون أو أصحاب العبارات أو سكان مدن نويبع وسفاجا والغردقة الذين فتأثرت دخولهم بقلة عدد المعتمرين بصفة عامة. وبحسب خبراء فإن تراجع عدد المعتمرين ليس سببه فقط القرار الحكومى بوقف الحجوزات ابتداء من 12 أغسطس الماضى، ولكن هناك أسبابا أخرى فى مقدمتها الأزمة الاقتصادية العالمية والتى قلصت نشاط عدد كبير من المصريين فى دول الخليج، وجعلتهم يحجمون عن زيارة أهلهم فى مصر خوفاً من عدم العودة، كما أنها قللت من دعوات أقرانهم المصريين فى العمل وأداء مناسك العمرة نظرا لتناقص الدخول، فضلا عن أن عدداً ليس قليلاً من المصريين تراجع عن فكرة العمرة خوفاً من أنفلونزا الخنازير، وقبل هذا دخول شركات الطيران «الشاتر» لأول مرة الموسم الحالى فى مجال نقل المعتمرين بأسعار مخفضة مما جذب قطاعا كبيرا منهم إليها. وتوضح الإحصائية الرسمية الصادرة من الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر أن العبّارات نقلت 82 ألفاً و118 معتمراً خلال الفترة من أول شهر رجب الماضى وحتى 24 شعبان الحالى ما بين مسافرين وعائدين عبر الخطوط الملاحية «سفاجا جدة» و«سفاجا ينبع» و«نويبع العقبة»، وأن أعداد المعتمرين انخفضت بنسبة 37% عن العام الماضى خلال نفس الفترة حيث بلغ العدد 130 ألفاً و525 معتمراً خلال فترة المقارنة العام الماضى، وذلك فى الوقت الذى توقع فيه خبراء بحريون والشركات الملاحية والسياحية أن يتجاوز قطاع النقل البحرى خسائره بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضى. واعترف اللواء ممدوح دراز رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر أن الدولة تأثرت بتراجع أعداد المعتمرين، مشيراً إلى تقلص الأموال التى كان يدفعها أصحاب العبارات للموانىء نتيجة لإلغاء رسوم العبارات فى الموانىء، والخدمات الملاحية والإرشادية للعبارة. وقال عدد من المشغلين وأصحاب العبارات إن عمرة رمضان تمثل لهم 40% من إجمالى الموسم الدينى من الحج والعمرة، موضحين أن تركيز نشاطهم الترويجى والتسويقى على العمرة فقط من شأنه أن يوقف نشاطهم لبقية الموسم، لافتين إلى أن عليهم التزامات من صيانة مستمرة للعبارات ورسوم «الرسو» فى المياه ورواتب للعمال والربابنة، مؤكدين أن قرار وقف الحجوزات زاد من هذه المعاناة.