إيماء إلى ما نشرته هنا أمس الأول حول تصريح راعى كنيسة السيدة العذراء، بعزبة النخل، بمساندته لدعوة الإضراب يوم «الجمعة» المقبل، 11 سبتمبر، بدعوى أن البابا شنودة لم يصدر أوامر بالتنبيه على كهنة الكنائس بمنع الإضراب!!.. إن هذا الإضراب أياً كانت صوره ومستواه سيكون الإضراب الأول لمسيحيى مصر على مدى التاريخ المعروف!.. وسيكون فى عهد مبارك الذى أعتقد أنه مع سلبياته كان الأفضل لهم منذ قيام الثورة.. إن إضراباً كهذا سيذكى روح التعصب.. وسيوغر صدور الكثيرين.. وسيحبط أقلاماً إسلامية كثيرة تكتب مطالبة بسرعة مناقشة وحل مطالب إخوانهم المسيحيين.. ثم إنه ليس الأسلوب الأمثل للتعامل مع النظام الحالى!!.. إن الحالة الصحية للبابا شنودة وسفره للخارج لا يمنعانه من سرعة توجيه «نداء واضح»، لأبنائه الكهنة بمنع ذلك الإضراب، فمازال لدينا وقت!.. أعلم مدى ما يتمتع به البابا من حكمة وذكاء ودبلوماسية، وأتذكر دعواته الدائمة لزرع الحب ونبذ الكراهية.. وللحلم وعدم الغضب.. وأدرك مدى حبه لمصر، وجمال شعره ألم يقل: جعلتك يا مصر فى مهجتى.. وأهواك يا مصر عمق الهوى.. إذا غبت عنك ولو فترة.. أذوب حنيناً أقاسى النوى.. إذا عطشت إلى الحب يوماً.. بحبك يا مصر قلبى أرتوى.. نوى الكل رفعك فوق الرؤوس.. وحقاً لكل امرئ كل ما نوى حاتم فودة