دعت المعارضة الجابونية إلى إعادة فرز الأصوات فى الانتخابات المتنازع على نتائجها والتى فاز بها على بونجو، ابن الرئيس الراحل عمر بونجو، الذى حكم البلاد لفترة طويلة. ووجه 17 مرشحا دعوة مشتركة فى مؤتمر صحفى فى ليبرفيل أمس الأول من أجل إعادة فرز الأصوات بعد أن تسبب إعلان فوز على بن بونجو فى اشتباكات عنيفة بالشوارع وأعمال نهب فى الدولة المنتجة للنفط بوسط أفريقيا. وقال المرشحون ومن بينهم وزير الداخلية السابق، أندريه مبا أوبامى، الذى كان المرشح الأوفر حظا بالفوز "نطالب بإعادة فرز الأصوات فى الانتخابات التى قاطعها رئيس لجنة الانتخابات على أساس النتائج الواردة من جميع مراكز الاقتراع". وأضافوا فى أول بيان علنى "ندعو الشعب الجابونى للبقاء فى حالة تعبئة ويقظة من أجل التصعيد". وطالب المرشحون بتحقيق دولى "لتحديد خطورة الأحداث وانتهاكات حقوق الإنسان والمسؤوليات عن حمام الدم". وفى الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء السابق، المتحدث باسم تجمع المرشحين، جان اييجيه ندونج، أن عدد قتلى أعمال العنف فى مرفأ بورت جنتل، التى أعقبت الانتخابات، أسفرت عن مقتل أكثر من 3 أشخاص كما ورد فى الحصيلة الرسمية، لكنه لم يقدم أى حصيلة أخرى. وقال ندونج إن "عدد القتلى نتيجة القمع الذى مارسه الجيش أكبر بكثير مما تريد الحكومة أن تقوله". وأضاف أن تجمع المرشحين طلب "تشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد مدى جسامة الوقائع وانتهاكات حقوق الإنسان والمسؤوليات عن حمام الدم". ومن جانبه، هنأ الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى رسالة على بونجو بانتخابه رئيسا للجابون. وكتب ساركوزى فى الرسالة التى تحمل تاريخ 6 سبتمبر أنه "بعد إعلان المحكمة الدستورية نتائج الانتخابات الرئاسية، يسعدنى أن أوجه لكم تهانىَّ وتمنياتى بالنجاح فى الاضطلاع بالمسؤوليات الرفيعة التى ستتولونها". وقال الرئيس الفرنسى فى خطابه إنه يدرك "أهمية التحديات التى تواجهها الجابون اليوم وتطلعات سكانها، خاصة الحفاظ على السلم والاستقرار، وترسيخ الديمقراطية ومكافحة الفقر". ويحتل الجابون موقعا مميزا بالنسبة للنفوذ الفرنسى فى أفريقيا، وكان الرئيس الراحل عمر بونجو يعتبر ركيزة "فرنسا الأفريقية"، وهى عبارة تستخدم لوصف العلاقات الغامضة السياسية والتجارية والمصلحة التى تربط فرنسا بمستعمراتها السابقة.