فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الحياة النيابية الكويتية، كسرت 4 سيدات احتكار الرجال لمقاعد البرلمان بعد إعلان فوزهن رسميا أمس فى الانتخابات البرلمانية التى جرت أمس الأول وسط منافسة 16 مرشحة من بين 210 مرشحين، فيما حصد الشيعة 9 مقاعد فى سابقة أيضا فى تاريخ البرلمان الكويتى، حيث كانوا مسيطرين على 5 مقاعد فقط فى البرلمان المنحل. وأمام اكتساح المرأة للانتخابات الأخيرة، تلقت المجموعتان الرئيسيتان (التجمع السلفى الإسلامى والحركة الدستورية الإسلامية المنبثقة عن الإخوان المسلمين) صفعة قوية مع خسارة معظم القاعدة التى كانتا تسيطران عليها فى البرلمان المنحل وذلك من واقع النتائج الرسمية من 5 دوائر انتخابية. وفاز التجمع السلفى الإسلامى بمقعدين مقابل 4 مقاعد كانت يسيطر عليها فى البرلمان السابق، بينما فازت الحركة الدستورية الإسلامية المنبثقة عن الإخوان المسلمين بمقعد واحد مقارنة ب3 مقاعد فى البرلمان السابق، وبشكل عام تراجعت قوة الإسلاميين السنة ومؤيديهم من 12 مقعدا فى البرلمان السابق إلى 11 فى المجلس المنتخب.فى المقابل، عزز الليبراليون حضورهم فى البرلمان وفازوا بمقعد إضافى وباتوا يسيطرون على 8 مقاعد. وفازت معصومة المبارك عن الدائرة الأولى بعد أن اكتسحت التصويت فى الدائرة التى يتقاسمها السنة والشيعة واحتلت المقعد الأول ب14247 صوتا، فيما حصلت الدكتورة سلوى الجسار «دكتوراة فى التربية» فى الدائرة الثانية على 4776 صوتا. وفى الدائرة الثالثة حصلت الدكتورة اسيل العوضى «دكتوراة فى العلوم السياسية وأستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت» على المركز الثانى ب11860 صوتا، فيما حصلت الدكتورة رولا دشتى «رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية وأستاذة الاقتصاد بجامعة الكويت» على المركز السادس ب7666 صوتا عن الدائرة نفسها. وجاء هذا الإنجاز التاريخى بعد 4 سنوات من منح المرأة الكويتية لأول مرة حق التصويت والترشح فى الانتخابات عام 2005، إلا أنها أخفقت فى الفوز بأى مقعد فى انتخابات عامى 2006 و2008. وقالت اسيل العوضى بعد الإعلان عن فوزها: «إنه انتصار للمرأة الكويتية وللديمقراطية.. وهذه خطوة جبارة إلى الأمام».ومن جانبها، اعتبرت معصومة المبارك وهى ناشطة ليبرالية أصبحت فى 2005 أول وزيرة فى تاريخ الكويت أن ما حدث يثبت أن «لا شىء مستحيل.. وأنه انتصار للكويتيين ولعزمهم على التغيير». وأكدت معصومة أنها ستسعى إلى إرساء الاستقرار فى الكويت بعد سلسلة الأزمات السياسية التى هزت البلاد على مدى السنوات الثلاث الماضية، وقالت: «سوف أعمل أيضا على الحصول على الحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة بعد أن حصلت على حقوقها السياسية». ومن المعروف أن عدد الإناث اللاتى يحق لهن المشاركة فى الإدلاء بأصواتهن يبلغ 209 آلاف ناخبة بنسبة 54% من إجمالى عدد الناخبين، حيث تبلغ نسبة الرجال 46% فقط نظرا لأن أفراد الجيش الكويتى لا يتمتعون بحق الانتخاب، علما بأن النساء شاركن فى الانتخابات مرتين فى السابق (2006 و2008) بعد منحهن حقوقهن السياسية فى 2005 إلا أن أيا منهن لم تفلح فى دخول مجلس الأمة فى الدورتين السابقتين. وكان، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح حل مجلس الأمة فى مارس الماضى على خلفية سعى نواب فى المجلس لاستجواب رئيس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد الصباح وهو ابن شقيق الأمير بشأن اتهامات بالفساد.
