أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء، أنه ينبغي على العالم أن يقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عبر حل تفاوضي مع المعارضة، مشددا على أن روسيا بوسعها أن تلعب دورا أساسيا في وضع حد للنزاع في هذا البلد. وفي وقت يترصد المراقبون أي تعديل في سياسة الرئيس باراك أوباما حيال سوريا، ألمح وزير خارجيته الجديد إلى تحركات تجري في الكواليس لمحاولة قطع آخر الإمدادات الحيوية عن نظام الأسد، لكنه أكد بشكل واضح أنه يجب على الأسد التخلي عن أي أمل في الخروج من الأزمة منتصرا وتقبل «حتمية» رحيله. وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة «علينا معالجة قضية الحسابات التي يقوم بها الرئيس الأسد راهنا، أعتقد أن هناك أمورا إضافية يمكن القيام بها لتغيير رؤيته الحالية» عن الوضع في سوريا. وأبدى كيري ثقته على ضوء الوضع الراهن على الأرض بأن «هناك حتمية هنا رغم أن الأسد لم يدركها بعد».وقال إن «الحكومة الأمريكية تفضل حلا سياسيا، حلا تفاوضيا ينتج عنه رحيل الرئيس الأسد. الرئيس اوباما يعتقد، وأنا أعتقد أن هذا ما سيحدث». ودعت واشنطن بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة روسيا، حليفة نظام الأسد الرئيسية، لوقف دعمها له واتهمت إيران بإمداده بالأموال والمعدات والعناصر. وبالرغم من الجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة للحض على قيام معارضة سياسية موحدة وقابلة للاستمرار في مواجهة الأسد، إلا إنها امتنعت عن تقديم أسلحة إلى مقاتلي المعارضة بسبب مخاوف من تسليح منطقة حرب غير واضحة المعالم تشهد صعود حركات جهادية. وفشلت حتى الآن عدة مبادرات دبلوماسية قام بها الموفد الدولي كوفي أنان ثم خلفه الأخضر الإبراهيمي في وضع حد للنزاع المستمر منذ 23 شهرا والذي أوقع حتى الآن حوالى سبعين ألف قتيل، بحسب أرقام الأممالمتحدة. ومن المتوقع أن تتصدر المسألة السورية المحادثات التي سيجريها كيري الخميس في وزارة الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وقال كيري «ما زلت آمل في امكانية ايجاد معادلة يستطيع عبرها الروس والولاياتالمتحدة ايجاد مساحة تفاهم أكبر مما توصلنا إليه حتى الآن بهذا الصدد»، مشيرا إلى إنه من المتوقع أن يقوم عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بزيارة لموسكو.