أيامنا كانت «الإعدادية» أكبر من صفيحة السمنة وكانت تؤهلك لركوب المواصلات بنصف تذكرة والنصف الآخر سمكة مثل عروس البحر، وقد درسنا الفعل المضارع عدة سنوات حتى تحول فى أيدينا إلى ماض تام أو الموت الزؤام لكننا لم ندرس أيامها «الفعل الفاضح»، فالصراع السياسى فى مصر الآن فعل فاضح فهو ليس صراع أفكار يديره المثقفون بل صراع ملابس يديره الترزية وعندما اختلف «الفرزدق» مع مطلقته أمام «الوالى» أوصى «الفرزدق» ابنة الوالى وأوصت مطلقته زوجة الوالى فمال الوالى إلى رأى زوجته وحكم ضد الفرزدق الذى قال (إن الوسيط الذى يأتيك «كاسياً»/ غير الوسيط الذى يأتيك «عرياناً») ومن يومها أصبح نصفنا مع ابنة الوالى ونصفنا مع زوجة الوالى دون حل وسط ورفعت الجلسة.. من فضلك اسمعنى.. واحد.. اتنين.. تلاتة.. لو لقيت «وش» أو «زن» فى المقالة لا تقلق لأنهم فى رمضان مركبين ميكروفون عندى فى البلكونة.. لقد مر عام على ذكرى كارثة «الدويقة» دون أن نذكرهم أو يغنى لهم محمد ثروت (الصوت كده واضح عندك؟).. والذين يرفعون شعار «اتكلم براحتك» نسوا أن يكملوه «ماحدش هيسمعك» فمعظم الناس لهم «لسان» لكن ليس لهم «أذن» والذى يسألك عن صحتك ثم ينتظر الجواب هو قروى ساذج فنحن فى زمن أصبح عندنا فيه «أخ سابق» و«شقيق أسبق» ربما بسبب التضامن الاجتماعى وارتفاع معدلات التنمية عن سطح البحر.. وأتذكر أن أولاد «همام» أقاموا سرادق عزاء لأبيهم وهو حى بحجة أنه قد يموت وهم مشغولون.. الدولة لم تفكك الحجر بل فككت أيضاً البشر.. وبسبب الهيافة أصبح دور مصر فى المنطقة مثل الدور المسحور فى العمارة تسمع عنه ولا تراه والحل هو استيراد الموز «عريان» والتوسع فى إقامة مصانع قشر الموز المستورد ونلبسه على مزاجنا ليصبح «تقفيل مصرى وتفتيح أجنبى». [email protected]