حضر أحد الطلاب فى جامعة ب«كولومبيا» متأخراً عن محاضرة الرياضيات وجلس فى الصف الأخير ونام وفى نهاية المحاضرة استيقظ ليجد مسألتين تركهما الدكتور على السبورة ونقلهما الطالب مسرعاً وأخذ طوال الأسبوع التالى للمحاضرة يحاول حل المسألتين على أنهما الواجب الذى تركه لهم الدكتور وبعد جهد جهيد وبحث فى المراجع وهو ناقم على الدكتور توصل لحل المسألتين وفى المحاضرة التالية قدمها للدكتور واندهش الدكتور الذى قال أنا لم أعطيكم واجب المحاضرة الفائتة لكن الطالب ذَّكر الدكتور بالمسألتين اللتين تركهما مكتوبتين على السبورة، وهنا زادت دهشة الدكتور وقال إن المسألتين المقصودتين اللتين أتيت بحلهما كنت قد كتبتهما لكم لأعطيكم أمثلة عن المسائل التى يقف العلم أمامها عاجزاً! ترى يا أحبائى لو كان ذلك الطالب مستيقظاً فى المحاضرة هل كان سيحاول فى حل تلك المسائل أم أنه كان سيرث تلك القناعة التى نقلها الدكتور لكل زملاء هذا الطالب، وسيعلن عن عجزه أمام هذه المسائل؟ كما عجز الكثير من العلماء أمامها نتيجة لقناعاتهم السلبية. صحيح رب نومة نافعة. قبل خمسين عاماً كانت هناك قناعة تقول إن من يقطع ميلاً فى أقل من أربع دقائق سيموت بانفجار فى القلب ولكن أحد الرياضيين أخذ يسأل هل حدث ذلك هل هناك من جرب ذلك فكانت الردود بالسلب فأخذ ذلك الرياضى يتدرب ويتدرب إلى أن حقق المفاجأة وقطع الميل فى أقل من أربع دقائق وسط دهشة وانزعاج الناس الذين ظنوه فى البداية مجنون ومع تكراره فعلته بدأت الأرقام القياسية تتكسر الواحدة تلو الأُخرى وها هى أيضاً قناعة سلبية جديدة تتكسر تحت أقدام الإرادة. أحبائى فى حياتنا الكثير من القناعات السلبية التى نجعلها شماعة للفشل فكثيراً ما نسمع كلمة مستحيل صعب لا أستطيع وهذه ما هى إلا قناعة سلبية ليس بها من الحقيقة شىء. مينا ملاك عازر- ماجستير تاريخ [email protected]