قلّص القرار الحكومى إلغاء العمرة لشرائح عمرية من المصريين، طموحات شركات الهاتف المحمول فى زيادة إيراداتها عبر مكالمات التجوال الدولية المتوقعة خلال موسم العمرة، خاصة بعد أن طرحت عروضاً مغرية لجذب المزيد من العملاء من خلالها. وأصدر مجلس الوزراء مؤخراً قراراً بإلغاء سفر من تقل أعمارهم عن 25 سنة أو تزيد على 65 سنة لأداء مناسك العمرة، خشية تعرضهم للعدوى بأنفلونزا الخنازير، فى الوقت الذى ترتب فيه شركات المحمول فى نفس الوقت من كل عام أوراقها لاقتناص فرص زيادة استخدام التجوال من قبل المعتمرين والمصريين بشكل عام خلال شهر رمضان. وخفضت الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل» و«اتصالات مصر» رسوم التجوال إلى 50 قرشاً للدقيقة للعملاء الذين يستقبلون مكالمات من مصر خلال أداء العمرة خلال الشهر، بينما عرضت «فودافون مصر» ست دقائق تجوال مجانية فى أى عشرة أيام فى رمضان للمصريين فى السعودية، مقابل ثلاثة جنيهات تدفع مرة واحدة. وقال سمير نجيب، مدير عام التسويق بالشركة المصرية لخدمات الهاتف المحمول «موبينيل» إن الشركة لم ترصد بشكل دقيق حجم الانخفاض فى دقائق التجوال بين مصر والسعودية، لكنها تتوقع انخفاضاً كبيراً فى العوائد المحققة من المكالمات بين المعتمرين وذويهم فى مصر. ويبلغ عدد المصريين الذين يؤدون فريضة الحج كل عام نحو سبعين ألفًا، إضافة إلى نصف مليون معتمر، غير أن التوقعات تشير إلى انخفاض عدد المعتمرين إلى النصف بعد القرار الحكومى. وأكد أحد خبراء الاتصالات أن المنافسة بين شركات المحمول «لم تعد تقتصر على السوق المحلية»، وإنما تخطتها للعديد من الدول الأخرى، خاصة التى أبرمت اتفاقيات مع شركات محمول بها تسمح بتقليل تعريفة المكالمات الدولية «التجوال». وتوصلت كل شركة مصرية إلى اتفاق بشأن رسوم التجوال مع شركة سعودية مختلفة، حيث يستخدم عملاء موبينيل شبكة زين، بينما يتعلق عرض اتصالات بشبكة موبايلى، فى حين اتفقت فودافون مع شركة الاتصالات السعودية. وأشار مدير عام التسويق فى موبينيل إلى أن الاتفاق المبرم بين شركته وشركة زين السعودية أتاح خفض سعر استقبال دقيقة المحمول. وبحسب المراقبين، فإن شركات المحمول تعتمد بنسبة لا تقل عن 10٪ من دخلها على التجوال الدولى، لا سيما من الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية التى يعمل بها نحو 47٪ من المصريين العاملين بالخارج. وأشارت مصادر فى وزارة الصحة إلى أن 19٪ من حالات أنفلونزا الخنازير التى اكتشفت حتى الآن، وتسببت فى قرار منع العمرة لشرائح عمرية معينة، كانت لعائدين وقادمين من السعودية، و14٪ ممن قدموا من بريطانيا، و8.5٪ من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتوقع عمرو الألفى، رئيس مجموعة الأبحاث بشركة «سى أى كابيتال» تراجع عوائد التجوال أن العروض الترويجية التى أعلنت عنها شركات المحمول داخليًا قد تعرض نسبة الانخفاض فى أعداد المعتمرين. وطرحت شركات المحمول مؤخراً عروضاً تنافسية، خفضت من خلالها تعريفة مكالماتها.