أجمع عدد من أساتذة الميكروبيولوجى على خطورة رى المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحى مؤكدين تسببها فى سرعة انتشار الطفيليات والبكتيريا والفيروسات، فيما أكد خبراء أن أغلب مياه الصرف الصحى مختلطة بمياه الصرف الصناعى، وهو ما يسبب انتشار الأمراض السرطانية، لافتين إلى أن الدراسات أثبتت أن مادة واحدة من المواد الموجودة فى مياه الصرف كفيلة بإصابة الإنسان بمرض السرطان، وأن تجمع أكثر من مادة بها يمثل كارثة ينبغى تداركها. من جانبها، قالت الدكتورة جيلان أيوب، رئيس قسم الميكروبيولوجى بجامعة الأزهر: «إن الرى بمياه الصرف الصحى يتسبب فى الإصابة بالعديد من الفيروسات والأمراض مهما حرص المواطنون على غسل الفاكهة والخضروات المروية بهذه المياه، لأنها تكونت بفعل مياه ملوثة، على حد قولها، وأضافت: «فيروسا شلل الأطفال والالتهاب الكبدى الوبائى A، ينتشران عبر مياه الصرف الصحى وينتقلان مباشرة إلى كل الذين يتناولون هذه الأطعمة الملوثة بالفيروسات». وأضافت: «مياه الصرف تضم عدة مواد لها أضرار خطيرة على صحة الإنسان، منها الزئبق الذى يتسبب فى إصابة المواطنين بشلل الجهاز العصبى وفقدان البصر، موضحة أن مياه الصرف تحتوى على مادة الهاولجين وهو عبارة عن الكلور واليود والبروم معًا والتى تتفاعل مع البراز لتكون مركبات هيدروكربونية مسرطنة تنتقل للإنسان عبر تناوله هذه الأطعمة، ولفتت إلى أن الراديوم وهو عنصر مشع، هو أحد المخرجات التى تتواجد بكثرة فى الصرف الصحى مما يؤدى إلى الإصابة بالسرطان». ولفتت جيلان إلى أن المواد الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، التى يصعب التخلص منهما تتسبب فى إصابة الأطفال، حال تناولهم الأطعمة المروية بهذه المواد بتليف المخ بالإضافة إلى التخلف العقلى. وأوضحت الدكتورة أميرة محمد جمال الدين، أستاذ مساعد بالمركز القومى للبحوث، مسؤولة قسم بيولوجيا السرطان، أن مادة واحدة من الموجودة فى مياه الصرف الصحى كفيلة بأن تسبب الإصابة بمرض السرطان حال تناول المواطنين أطعمة مروية بهذه المياه على المدى الطويل. ووصفت نسبة الملوثات الموجودة بمياه الصرف قائلة: «الكوكتيل الموجود فى مياه الصرف لا يمكن تحديد مدى خطورته وأضراره لأن أغلب الدراسات كانت تحدث لمادة واحدة من هذه المواد ومنها على سبيل المثال الرصاص أو الزئبق أو الألومنيوم وكل واحدة منها أثبتت الدراسات أنها تسبب السرطان فما بالنا بوجود كل هذه المواد الضارة معًا فى المياه التى تروى بها الخضروات والفاكهة التى نأكلها».