كلام فى الحب

ظاهرة فريدة من نوعها، أراها ببلادى كل عام فى رمضان، ونطاقها يتسع فى كل سنة، وأراهن أنه لا يوجد لها مثيل فى الدنيا بأكملها.
وما أراه قد يشكل لك «فزورة» يصعب حلها لكن دعنى أشرح لحضرتك الأمر بهدوء، فشهر الصيام من وجهة نظرى تحول إلى مسخرة!! فالغرض منه تقوى الله، وفى هذا يقول القرآن الكريم «ياأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وللأسف تحول إلى شهر اللهو والمسلسلات والشيشة والسهرات الحلوة، وتتسابق الفضائيات فى عرض أجمل برامجها، وترى الخيام الرمضانية وقد امتلأت بالشباب والصبايا يسهرون جميعاً حتى الفجر وتبدأ السهرة عادة بعد منتصف الليل.
ومنذ سنوات قليلة ظهرت مفاجأة لم تخطر ببال أحد، تتمثل فى بنات من الطبقة العليا يرفضن اللهو فى رمضان ويحرصن على الصلاة فى المساجد بجزء يومياً من القرآن، بحيث يتم ختمه فى ليلة القدر.
ومن فضلك لاحظ أننى قلت لك إن هذا الأمر ليس له مثيل فى العالم!! ومن حقك أن تسألنى: إزاى وليه وعلشان إيه؟ والإجابة أن هؤلاء الفتيات يحرصن على ارتداء الحجاب فى شهر رمضان فقط كرمز للتقوى! وبعد انتهائه يقلن للزى الشرعى وداعاً، فهل يوجد فى أى دولة سوى بلادنا صبايا يحرصن على الالتزام شهراً واحداً فى السنة فقط؟؟.. وصدق من قال «مصر بلد العجائب»!
وهؤلاء النساء طائفة لها وضعها الخاص! وليست محل ترحيب من أحد!! فالمتدينون يتساءلون: إزاى واحدة ترتدى الحجاب شهراً بعينه وبقية العام ماشية على كيفها ينطبق عليها المثل الشعبى القائل: ريما عادت إلى عادتها القديمة!!
ومن الجهة الأخرى نجد صديقات هؤلاء المحجبات، ومعظمهن ينتمين إلى أغنى أثرياء مصر، فى دهشة وتعجب من سلوك التدين لبنات لا يلتزمن إلا فى شهر القرآن!! مع أن المفترض أن رمضان فرصة للترويح عن النفس بالسهرات الحلوة، خاصة ما يعرف ب«سحور بارتى» وفيه تتناول سحورك وطعامك فى حفل صاخب على طريقة الخواجات!
وإذا سألتنى عن رأيى قلت لك إن كل واحدة من هؤلاء أصلها طيب وفيها خير كثير، ويا ريت الالتزام بدلاً من أن يقتصر على شهر واحد يمتد طيلة العام.. فهل توافق على كلامى أم لحضرتك رأى آخر؟