كاتبة إسرائيلية تتهم بلادها بالغرور والازدواجية.. وتصف تحذيرات تل أبيب بعدم السفر إلى سيناء ب«السذاجة»

هاجمت الكاتبة الصحفية الإسرائيلية، ميراف ميخائيلى، المؤسسة الحاكمة فى بلادها، لتحذيرها الإسرائيليين سنوياً من السفر إلى سيناء، بحجة تخطيط حزب الله لتنفيذ عمليات ضدهم، وعدم تجرؤها على إصدار التحذيرات نفسها بالنسبة لتركيا والدول الأوروبية، رغم التوقعات الأمنية الإسرائيلية، التى تؤكد أن حزب الله يخطط لتنفيذ عمليات مشابهة ضد مواطنين إسرائيليين فى عدة دول أوروبية.
واعتبرت «ميخائيلى» فى مقال نشرته صحيفة «هاآرتس»، أمس، إصدار المؤسسة الحاكمة فى إسرائيل هذه التحذيرات، لمعاقبة مصر التى استردت سيناء بعد حرب أكتوبر، ولم تمنح إسرائيل فى المقابل تطبيعاً ودفئاً فى العلاقات.
وقالت «ميخائيلى»: «التحذيرات الأمنية التى تطلب من الإسرائيليين مغادرة سيناء فوراً، وعدم زيارتها أصبحت ظاهرة تتكرر سنوياً، منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والسؤال الذى يفرض نفسه الآن:
هل تسعى المؤسسة الحاكمة لمنع الإسرائيليين من دخول سيناء بحجة وقوع عمليات إرهابية؟
 لكن العمليات الإرهابية نفسها وقعت ضد أهداف يهودية فى تركيا، ومع ذلك فإن التحذيرات الأمنية بشأن تركيا دائماً تكون مؤقتة، وتحدد مدناً بعينها، ولا تشمل أبداً جميع المدن السياحية التركية».
وأضافت الكاتبة الإسرائيلية: «هيئة مكافحة الإرهاب لدينا تدعى أن حزب الله يخطط لاستهداف الإسرائيليين فى سيناء، رداً على اغتيال عماد مغنية، لكن الهيئة تنسى أن حزب الله يخطط أيضاً لاختطاف إسرائيليين فى أوروبا رداً على اغتيال نفس الشخص،
فلماذا لا تجرؤ الهيئة على مطالبة الإسرائيليين بمغادرة أوروبا فوراً، وعدم زيارتها مستقبلاً.. الواقع أن الغرور هو الذى يدفع إسرائيل لأن تبيح لنفسها حق تحذير مواطنيها من السفر إلى سيناء، والإضرار بالاقتصاد المصرى رغم وجود علاقات سلام مستقرة بين البلدين».
وأوضحت ميخائيلى: «أن أطرافاً فاعلة فى المؤسسة الحاكمة بإسرائيل يشعرون بالسذاجة، وأن إسرائيل أعادت سيناء لمصر مقابل اتفاق سلام تأخذ فيه مصر أكثر مما تعطى، ولسان حال هؤلاء المسؤولين يردد: (لا يوجد سلام حقيقى، ولا تطبيع حقيقى، ولا سياح ومثقفون مصريون يزورون تل أبيب، ومناهج التعليم فى مصر مازالت تهاجمنا، فما الذى يمنعنا من إصدار تحذيرات تمنع مواطنينا من السفر إلى سيناء؟!).
وحذرت الكاتبة الإسرائيلية من استمرار شعور إسرائيل بالتعالى، مؤكدة أن السذاجة الحقيقية تتمثل فى تبديد ميزة السياحة الإسرائيلية فى سيناء، التى تساهم فى تعميق الانفتاح المتبادل، وتدفئة العلاقات،
وتشير إلى أن التحذيرات الأمنية الإسرائيلية تدمر الشق الذى يحقق للمصريين مصالح هائلة، ويدفعهم للحفاظ على العلاقات الطيبة مع إسرائيل، وتحرم السياح الإسرائيليين من موقع سياحى ساحر، ورخيص وقريب ومريح أكثر من تركيا.