السطور التى أرسلها الدكتور مجدى راضى، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إلى «المصرى اليوم» صباح أمس، تكشف عن رغبة مهذبة فى الرد على كل ما يُثار حول الحكومة، وتكشف أيضاً عن أداء للجهاز المعاون للدكتور نظيف، لا يمكن الخلاف عليه، ويكفى أن يُقال فى الرد إن كتاب الستين إنجازاً، الذى صدر عن مجلس الوزراء، لم يكن أبداً للتباهى بشىء فى ظنهم أنه تحقق، بقدر ما كان رغبة من الحكومة فى بث التفاؤل والأمل بين الناس! وإذا كانت حملة شديدة قد انطلقت على الدكتور نظيف، فى نفس توقيت صدور الكتاب، فالحقيقة أنها حملة إيجابية لمن يتأملها، لا لشىء إلا لأنه لم يكن من المتصور أن يصدر كتاب عن ستين إنجازاً للوزارة على مدى خمس سنوات، بواقع إنجاز كل شهر، ثم يظل الكتاب ميتاً أو يولد كذلك، فالحملة فى جانب كبير منها، أعادت الأذهان، من حيث لا تدرى، إلى الكتاب وما فيه، من جديد، فتجدد الكلام حوله، بصرف النظر عن مساحة الحقيقة فى محتواه! وإذا كانت الحملة قد ركزت على شىء واحد هو جامعة النيل، فقد كنت أتمنى من الزملاء الثلاثة الكبار الذين قادوا الحملة، وهم عادل حمودة وسعيد عبدالخالق ومصطفى بكرى، أن يلتفتوا إلى أننا نتكلم عن جامعة النيل، بوصفها أول جامعة مصرية أهلية فى البلد، ومن مبادئ أى جامعة أهلية فى العالم أن تكون مصروفاتها عالية جداً، وألا تهدف إلى الربح، وأن تذهب مصروفاتها بالقرش إلى تحديث المعامل، وتجديد المناهج، وجذب أكبر الأساتذة بأعلى الأجور، ثم لا يذهب جنيه واحد إلى جيب أى مؤسس أو مستثمر. وكان مدهشاً فيما أثير أن يُقال إن الجامعة تحصل على مصروفات مرتفعة من طلابها، ولا تحقق ربحاً، مع أن هذين الشرطين هما من «ألف باء» أى جامعة أهلية حقيقية، على غرار الجامعة الأمريكية فى القاهرة مثلاً، التى ذهب إليها أبناء عبدالناصر والسادات ومبارك، والتى تصل رسوم الطالب فيها سنوياً إلى ما يقرب من مائة ألف ولا تحقق ربحاً بالطبع، ومع ذلك فإن أحداً لم يعترض على أنها تعمل بهذه الطريقة، فهل «حرام على بلابله الدوح.. حلال على الطير من كل جنس؟»، كما قال أمير الشعراء! الدكتور زويل يذهب إلى جامعة «كالتك» فى الولاياتالمتحدة بأعلى أجر ممكن يليق به كحائز على نوبل، وهى جامعة أهلية، ولم يخرج أحد معترضاً على ارتفاع رسوم كل طالب هناك، لأنهم يعرفون أن هذه الرسوم سوف تصب فى النهاية فى عقل كل طالب فيها، من خلال مناهج، وأساتذة، ومعامل، على أعلى مستوى! هل المطلوب إغلاق جامعة النيل، ليظل التعليم المتدهور على حاله؟! إنها جامعة لا تحقق ربحاً، ولكنها تحقق علماً!