قال على عبدالعزيز، رئيس الشركة القابضة للسياحة والسينما، فى حواره مع «المصرى اليوم» أمس الأول، إن الدولة لن تبيع فندق كتراكت أسوان، حتى لو وصل سعره إلى 10 مليارات دولار، لأنه فندق أثرى! والمعروف أن فى مصر ثلاثة فنادق من هذا النوع: كتراكت، مينا هاوس، ثم المنيل بالاس.. وقد تكون هناك فنادق أخرى! ولابد أن كلام الأستاذ على يجعلك تشعر بشيئين، أولهما أن هناك مستثمراً يعرض شراء الفندق، ويجهّز فى الوقت نفسه مئات الأجولة من أجل تفكيكه، ثم تعبئته وتهريبه إلى الخارج! وبما أن هذا الافتراض خيالى، ولن يحدث، فإن الشىء الثانى الذى سوف تشعر به أن الرجل فى حاجة عاجلة للذهاب إلى طبيب عيون لضبط زوايا النظر لديه، ليتمكن وقتها فقط من رؤية الأشياء على النحو الذى يجب أن يراها عليه! فالمؤكد أننا لا نتصور أن يأتى أحد ليشترى واحداً من الفنادق الثلاثة، أو غيرها، ثم يتسلل هارباً به إلى خارج الحدود، وبما أن هذا لم يحدث، ولن يحدث، لا عندنا ولا عند غيرنا، فالعقل والمنطق يقولان بأن وجود أى فندق، فى يد القطاع الخاص، أفضل ألف مرة من استمرار بقائه فى يد الحكومة. ولو أن أحداً حاول أن يقارن حال كتراكت الآن، بما كان عليه من عشر سنوات - مثلاً - فسوف يكتشف أنه اليوم أسوأ، وأنه بعد عشر سنوات من الآن سوف يكون أسوأ مما هو عليه، فى هذه اللحظة، ولا أحد ينكر طبعاً أن فيه أسقفاً، وأعمدة، وجدراناً، ونقوشاً، تخص هيئة الآثار، وهى الوحيدة التى تظل مسؤولة عن ضمان وجود هذه القطع الأثرية على مستواها دون مساس، لأن هذا الفن ملك المصريين جميعاً، ولا يتعين أبداً أن يتعرض لأى خدش.. أما الفندق نفسه فلا يهم فى يد مَنْ سوف يكون، فأى مالك فى النهاية سوف يكون أفضل من القطاع العام، وسوف يكون الفندق ساعتها له صاحب يخاف عليه، على عكس «المال السايب» الذى لا يقع تحت حساب، ولا عقاب! فى إنجلترا يستطيع أى مستثمر أن يشترى أى قصر، ولكنه لا يجرؤ على تحريك طوبة فيه من مكانها، إلا بإذن صريح من الجهة المختصة، ولو كان هذا هو أسلوبنا فى العمل، ما كان قصر شريف باشا صبرى قد انهدم وقام فى مكانه «الفورسيزونز»، وما كان قصر أم كلثوم قد اختفى من الوجود، وما كان.. وما كان.. إلى آخر البيوت الأثرية التى ضاعت، ولم يعد لها أثر!.. فالجامع الأثرى ليس مهماً مَنْ سوف يصلى فيه، وليس مهماً الجهة التى يتبعها، سواء كانت الأوقاف، أو جمعية خيرية، ولكن الأهم أن نعرف كيف نحافظ عليه، باعتباره قيمة أثرية باقية يملكها الفن المصرى المعاصر، والذوق المصرى المعاصر، ولا تفريط فيها! متى يذهب على عبدالعزيز إلى طبيب العيون؟!