كلام فى الحب

هل أنت من أنصار بنت حواء التى تعمل؟ أم مُنحاز إلى الحكمة الشهيرة التى تقول: المنزل مملكة المرأة؟ ورأيى فى الموضوع سيكون بالتأكيد مفاجأة لحضرتك، وقد تظن أننى مع أن تمكث المرأة فى بيتها ترعى زوجها وتربى أولادها، وأُراهن أنك قد بنيت رأيك هذا بناء على معرفتك من أن العبد لله، الذى هو أنا، ينتمى إلى التيار الإسلامى والإخوان المسلمين، لكن ما رأيك أننى أحياناً أكون مع المرأة العاملة وفى حالات أخرى أرانى متحمساً لكى تكون وظيفتها الأولى ربة منزل تهتم بشؤون مملكتها!
وقبل أن تتهمنى ب«اللخبطة»، وأنه ليس لى رأى مُحدد فى عمل حواء أُسارع إلى القول بأن وجهة نظرى محددة جداً وتتمثل فى كلمة واحدة اسمها النجاح.
وأشرح ما أعنيه قائلاً إنه ليس من المعقول أن يطلب أنصار المرأة من زوجة رائعة وأم من الطراز الأول أن تعمل ما دامت إنسانة ناجحة فى حياتها بكل المقاييس، والحب عندها ليس كلاماً، بل واقع يشهد به كل من حولها، أو رعاياها فى مملكة المرأة وأقصد الزوج والأولاد.
ومن ناحية أخرى أرفض بقوة أن تطلب باسم تعاليم السماء من امرأة متفوقة فى عملها أن تستقيل وتتفرغ لبيتها لرعاية الزوج والأولاد!
والخلاصة أننى ضد الفشل سواء فى عمل سيدتى أو فى وظيفتها الأولى المتمثلة فى رعاية شؤون منزلها! وكم من امرأة تعمل وهى فاشلة بكل المقاييس فيما تقوم به! بل تراها تعترف صراحة بأنها انطلقت للعمل حتى تملأ وقت فراغها، فهى زهقانة وتُريد أن تجد ما يشغلها! وأحياناً تقول عايزة أثبت شخصيتى وأكون نداً للرجل، وأنا زيى زيُه بالظبط! ويا ويل هذا «المدب» الذى يتزوج من تلك العقلية لأنه سيعيش بقية حياته فى نكد!!
والسبب أن البيوت تقوم على الحب وليس الندية وتربص كل طرف بالآخر! وإذا انتقلنا إلى «ست البيت»، المتفرغة لشؤون منزلها فإن مهمتها الأولى راحة زوجها وأطفالها، فإن فعلت ذلك فهى تستحق «عشرة على عشرة»، و«تعظيم سلام» كمان!
ولكنها أحياناً تكون عبئاً على بيتها رغم أنها لا تعمل! ويومها يبدأ بعد الظهر، وتقضيه فى كلام فاضى وثرثرة مع صديقاتها، ومطالبها لا تنتهى من زوجها المسكين الذى شرب مقلب عمره بالزواج منها!!
والنجاح الذى أنا مُنحاز له قوامه الحب! والمرأة مهما وصلت إلى أعلى المناصب تجد حُبها الأول لأطفالها، ويستوى فى ذلك بنت حواء المؤمنة والملحدة!! لأنها فطرة إنسانية أوجدها الله فى البشر كلهم المؤمنين والكافرين على السواء.
وأخيراً أعترف بأن المرأة العاملة الناجحة بطلة بكل المقاييس، لأن مسؤوليتها مضاعفة، فالنجاح لو كان على حساب حياتها الخاصة فهى إنسانة فاشلة، وبالتأكيد ستكون غير سعيدة ولو كانت عبقرية فى مجالها.. أليس كذلك؟؟