لست أدرى سبباً واحداً وراء إخفاء «شيخ العرب» العقد الذى وقع عليه فى الموسم الماضى مع التليفزيون المصرى لنقل مباريات الدورى والكأس مقابل 26 مليون جنيه سنوياً، ولست أدرى لماذا تقدم التليفزيون بعرض جديد مقابل 90 مليوناً ارتفعت إلى 110 ملايين، وهو إهدار للمال العام، قبل تراجعه وتمسكه بالعرض القديم، بل ووصل الأمر إلى التهديد ببث المباريات بالقوة الجبرية عن طريق الأمن، ولست أدرى أيضاً ماذا كان سيحدث لو رفضت الأندية وخاصة الجماهيرية مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى المشاركة، فهل كان الأمن سيلجأ إلى اعتقال اللاعبين وإجبارهم على المشاركة فى المباريات؟! لقد تحولت عملية البث الفضائى إلى فوضى ولم يستفد أحد من الندوات التى أقيمت منذ أشهر وحضرها خبراء دوليون من بريطانيا وإنجلترا وإسبانيا، الذين أكدوا أن الأندية أو بمعنى أوضح روابط الأندية هى صاحبة الحق دون غيرها فى التفاوض لبيع مباريات الدورى والكأس ونفس الحقوق لاتحاد الكرة فى بيع وتسويق مباريات المنتخب، والنتيجة كالعادة زعم الجميع أحقيته فى تسويق المباريات. اتحاد الكرة شكل لجنة سباعية للأندية، وادعى حصوله على عرض إنجليزى بمبلغ 180 مليون جنيه فى السنة، والتليفزيون المصرى أخرج من أدراجه قانوناً قديماً عفى عليه الزمن ينص على أنه الوحيد صاحب إشارة البث، ومؤكداً منحها بسعر خرافى للفضائيات العربية ومنحها مجانا للفضائيات المصرية تشجيعاً للاستثمارات المحلية، وتمسك بحقه دون غيره فى نقل المباريات أرضيًا وفضائياً دفاعاً عن حقوق المواطن البسيط على الرغم من أن الأندية هى المنتج الأصلى والوحيد، والقنوات الفضائية تمسكنت وادعت فقرها مع أنها تصرف الملايين على رواتب العاملين بها وطالبت بتخفيض سعر البيع على أساس أنها استثمارات خاصة يجب تشجيعها وطالبت بخفض سعر البيع إلى مبلغ هزيل لتستمر المسرحية الهزلية وضياع حقوق الأندية. وقد انعكست هذه الفوضى على مباريات الأسبوع الأول للدورى الذى شهدت مبارياته حضوراً جماهيريًا غير مسبوق فى الغالبية العظمى من الملاعب، وبعيداً عن المشككين فقد قدم الأهلى والزمالك عرضاً جيداً، وعاد القطبان لسابق عهدهما، الأهلى قدم عرضاً طيباً أمام المحلة واطمأن جمهوره على لاعبيه الذين برز منهم الحارس الواعد أحمد عادل عبدالمنعم والجدد أحمد على وفرانسيس، ومن المخضرمين الأحمدين حسن وفتحى وأبوتريكة وحسام عاشور كما اطمأنت جماهيره على الطريقة الجديدة 4/4/2 ومنحت الثقة للمدرب حسام البدرى. أما الزمالك فقد قدم أجمل عروضه أمام إنبى بفضل التألق غير العادى لنجمه الأسمر شيكابالا والصاعدين الواعدين حازم إمام الصغير وأحمد عبدالرؤوف، إلا أننى اتساءل كيف سمح القائمون على النظام فى استاد المقاولين بدخول أحمد حسام «ميدو» إلى الملعب وجلوسه على دكة البدلاء، رغم عدم قيده فى قائمة ال 18 لاعباً؟ وعلى العكس قدم لاعبو الإسماعيلى عرضاً متواضعاً وظهرت خطوطه مفككة بسبب نقص اللياقة البدنية والفنية والروح القتالية. وفى النهاية هناك تساؤلات بريئة.. كيف سمح التليفزيون ببث قناة النيل للرياضة المباريات مع أن حق التليفزيون كما يدعى هو البث على القنوات الأرضية والفضائية المصرية فقط؟ وكيف سمح التليفزيون لبعض القنوات الفضائية الخاصة ببث ملخصات المباريات دون مقابل؟ وما الفائدة من بث المباريات على 9 قنوات فضائية من خلال استديوهات تحليلية، أغلبها يدخل تحت بند المسرحيات الفكاهية.