تجدد مظاهرات المعارضة فى إيران ونجاد يعين أحد نائبيه وزيرا للخارجية

بعد ساعات قليلة من انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لفترة ولاية ثانية، تجددت المظاهرات المناهضة للنظام الإيرانى، وتجمع الآلاف فى وسط وشمال العاصمة طهران. وأفاد تقرير للمعارضة الإيرانية بأن المواطنين المتظاهرين فى طهران خرجوا إلى الشوارع مطالبين ب«الموت للديكتاتور»، وإسقاط نظام ولاية الفقيه برمته.
ووقعت مواجهات بين المواطنين وقوات الأمن فى ميدان «ونك» استمرت فترة، بالتزامن مع مواجهات مشابهة فى ميادين «انقلاب» و«ليعصر» و«فاطمى» وغيرها.
وفى محطة «جيتكر» فى مترو «طهران – كرج»، وعقب حدوث خلل فنى فى المترو وتوقف القطار خرج مئات المسافرين يهتفون ضد النظام الإيرانى، وصادرت قوات الأمن الهواتف المحمولة لكثير من المواطنين وفرقتهم بالقوة.
وذكر تقرير لهيئة التنظيمات الاجتماعية لجماعة «مجاهدى خلق» أن «نظام الملالى» أعلن حالة التأهب القصوى بين قوات الأمن، خاصة ميليشيا الباسيج، خوفا من المظاهرات. وفى محاولة لمنع إرسال المعلومات إلى الخارج، تم منع خدمة الهواتف المحمولة التى تبدأ أرقامها ب 0999 وقطع خطوط شبكة الإنترنت فى مناطق متفرقة من البلاد.
وعلى صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن الرئيس الإيرانى سيقيل وزير خارجيته منوشهر متقى ويعين أحد نائبيه بارفيز داوودى أو أحمد موسوى مكانه.
وكان نجاد قد أعلن أكثر من مرة أن إيران ستتبنى سياسة خارجية أكثر تشددا خلال الفترة المقبلة. وتزامن ذلك مع تأكيدات إيرانية على احتجاز السلطات لثلاثة أمريكيين، ومطالبات من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لإيران بالمساعدة فى تحديد مكان الأمريكيين و«إعادتهم بأسرع ما يمكن».
واستقبل نجاد، أمس، سلطان عمان قابوس بن سعيد ليكون أول مدعو رسمى خلال الولاية الجديدة له، ومن المقرر أن تناقش الزيارة التى تستغرق 3 أيام العلاقات الثنائية والنفوذ فى مضيق هرمز الذى يمر من خلاله جزء كبير من صادرات النفط العالمية، وكذلك الأوضاع الإقليمية.
وكشفت صحيفة «تايمز» البريطانية أمس عن «جدل» تشهده بريطانيا، بسبب إرسالها باتريك ديفيز نائب رئيس البعثة الدبلوماسية فى السفارة البريطانية لدى طهران لحضور مراسم تنصيب نجاد، رغم اتهامات النظام الإيرانى المتكررة لبريطانيا بإثارة الاضطرابات منذ إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، ورغم اعتقال عدد من الموظفين المحليين العاملين فى السفارة البريطانية وطرد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) فى طهران.
وبعد تنصيب نجاد لفترة ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بى. جيه.كرولى، إن الاضطرابات فى إيران أثرت فى قدرتها على الاستجابة لطلبات بالدخول فى محادثات مع القوى الرئيسية التى تخشى من أن يكون النشاط النووى ستارا لصنع قنابل.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول إسرائيلى إن الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان إمكانية الحد من واردات إيران من البنزين وغيره من منتجات البترول المكررة إذا رفضت طهران دخول مفاوضات بشأن برنامجها النووى. لكن صناع السياسات فى واشنطن قلقون من احتمال أن يكون لرد فعل طهران تداعيات على أسواق النفط العالمية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن مستشار الأمن القومى جيمس جونز طرح فكرة فرض عقوبات على الشركات التى تشارك فى إمداد إيران بالبنزين على المسؤولين «الإسرائيليين» خلال زيارته الأخيرة إلى «تل أبيب».