قالت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن نفوذ مصر ودورها فى إحلال عملية السلام فى الشرق الأوسط صارا «على المحك» وأشارت الصحيفة فى تقرير لها أمس إلى أن مصر استخدمت «نفوذها الإقليمى» كوسيط للسلام فى المنطقة، وذلك منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد «التاريخية» عام 1979 مع إسرائيل، مشيرة إلى أنها «تداهن» الغرب. ونبهت الصحيفة إلى أن القاهرة تعتبر المساعدة فى التوصل إلى حل «عادل» للصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، «دورا طبيعيا» لها بالنظر إلى علاقتها ب«حماس» وإسرائيل، مستدركة أن حياد نفوذها السياسى ودوافعها تلاقى تحديات من دول أخرى مما «يشكك» فى فاعليتها كصانع سلام. وأكدت الصحيفة أن مصر استضافت على مدار العامين الماضيين مباحثات تصالح بين حركة فتح العلمانية و«حماس» الإسلامية، مما منح الفلسطينيين جبهة «موحدة» فى المفاوضات مع إسرائيل . واستبعدت الصحيفة الأمريكية أن يتخلى المسؤولون المصريون عن دور القاهرة «طواعية» حيث يقولون إن تاريخ بلادهم كقوة شرق أوسطية، يجلعها وسيطا «طبيعيا» للسلام، مشيرة إلى أن كثيرا منهم يرى أن وساطة مصر «أداة سياسية» يتم استخدامها للحفاظ على تدفق المساعدات من الولاياتالمتحدة وتدعيم نفوذها الإقليمى «المتأرجح». ونقلت عن سمير شحاتة أستاذ السياسة العربية بجماعة جورج واشنطنالأمريكية قوله: «مصر تتداعى اليوم بعد أن كانت زعيما إقليميا لا يضاهى»، مشيرا إلى أن هناك منافسة على من ستكون القوة الإقليمية الرائدة فى المنطقة، وذلك بين دول مثل مصر وتركيا وإيران التى تدعم «حماس». وقالت الصحيفة إن القاهرة تأمل أن تعمل علاقاتها «الوطيدة» بالولاياتالمتحدة على ترجيح كفة الميزان لصالحها، مشيرة إلى قول أستاذ السياسة بجامعة كينت الأمريكية جوشوا ستاشير: «مصر كانت أكثر الدول المفضلة لدى أمريكا من بين الدول العربية منذ إبرام اتفاقية كامب ديفيد».