يعتبر تطعيم فيروس «ب» ثورة طبية أنقذت البشرية من هذا الوحش الكاسر، ودخوله جدول تطعيمات وزارة الصحة إنجاز يجب تحية وشكر الوزارة عليه، ولكن مازالت مظلة هذا التطعيم ناقصة، تحتاج بعض الرتوش لإكمال بريق لوحة هذا الإنجاز العظيم، وهذا ما عرفته وفهمته من رسالة الأستاذ الدكتور محمد خشبة، أستاذ طب الأطفال بالمنصورة، رئيس وحدة حديثى الولادة، التى دق فيها ناقوس الخطر، مطالباً بحماية مواليد الأمهات حاملى فيروس «ب» من العدوى، ولكى نفهم جذور القضية سنلخص رسالة د. خشبة. يتم عادة بالمصادفة أثناء متابعة الحمل اكتشاف الأم الحامل الحاملة فيروس «ب»، وهذا لحماية الطفل المولود الذى من الممكن أن تنتقل إليه العدوى أثناء عملية الولادة، يجب علينا تقديم حلين عاجلين بإعطائه أولاً: تطعيم الالتهاب الكبدى «ب» مباشرة لتجهيز خطوط دفاعه ضد العدوى، وأيضاً إعطاء الطفل الأجسام المضادة للالتهاب الكبدى «ب» خلال ثلاثة أيام لمقاومة الفيروس، ولكن هل هذا هو الوضع فى مصر؟، للأسف لا، وسنعرف لماذا؟. لا توجد آلية بمراكز تطعيم الأطفال لبدء التطعيم ضد هذا المرض بعد الولادة مباشرة، حيث إنه يتم التطعيم الروتينى بعد شهرين، أما المشكلة الأكبر، فتكمن فى عدم توافر الأجسام المضادة فى مصر مما يضطر الأهل إلى شرائها من الخارج عن طريق الأقارب وإرسالها بطريقة نقل غالباً ما تفسدها، وبالطبع فى أغلب الأحيان لا يتمكن الأهل من التصرف فى شراء الأجسام المضادة وتضيع على الطفل فرصة الحماية، نتيجة وجود هذه الثغرة التى تمثل نقطة سوداء تلوث صورة هذا الإنجاز الطبى الرائع. الحل يقترحه د. محمد خشبة فى عدة نقاط تحسم القضية، أولاها جعل تحليل فيروس «ب» وجوبياً لكل الحوامل مثل الكثير من الدول، ولن يضيف هذا التحليل إلى تكاليف متابعة الحمل كثيراً، ويلتزم بذلك جميع أطباء ومستشفيات التوليد فى مصر، ثانيها: توفير الأجسام المضادة بهيئة المصل واللقاح بكميات مناسبة، تسهيلاً على الأهل الغلابة، نقل تطعيم الالتهاب الكبدى «ب» من خانة الشهرين ليكون بعد الولادة مباشرة لكل الأطفال. رجاء من وزير الصحة تطبيق هذه الاقتراحات بعد مناقشتها لإنقاذ أطفال مصر من هذا المرض الخطير.