أهمية الانتماء فى تحقيق التقدم

كلما حصل أحد العلماء المصريين المهاجرين على جائزة دولية مرموقة سمعت مَنْ حولى يتساءلون عن سبب نجاح هؤلاء العلماء فى الدول التى هاجروا إليها بينما نظراؤهم وأقرانهم الذين بقوا فى مصر لم يصيبوا شيئاً من هذا النجاح.
وفى الغالب لا يكون الهدف من طرح هذا السؤال البحث عن إجابة.. لأن السائل بالضرورة يدرك الفارق الكبير بين ما توفره الدول المتقدمة لعلمائها من تقدير أدبى وموارد وإمكانيات مادية وبين ما يمكن أن تقوم الحكومة المصرية بتوفيره من خلال ميزانيتها المحدودة للبحث العلمى..
والحقيقة أننى أتفق مع هذا الرأى، فلا شك أن توافر الموارد والإمكانيات هو أحد أهم عوامل النجاح سواء فى مجال البحث العلمى أو فى غيره من المجالات، ولكنه بالتأكيد ليس العامل الوحيد، فهؤلاء العلماء ما كان باستطاعتهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه من نجاح لو لم تحرض الدول التى هاجروا إليها على إعطائهم جنسيتها ودمجهم فى مجتمعاتها كمواطنين لهم جميع الحقوق التى يتمتع بها أهل تلك البلاد الأصليون..
الدول المتقدمة تفعل ذلك لأنها تدرك جيداً أن نجاح أى إنسان فى القيام بدوره مرتبط أساساً بشعوره بالانتماء للبلد الذى يعيش فيه وللمكان الذى يمارس فيه عمله.. وتلك هى من وجهة نظرى الحكمة التى كثيراً ما تغيب عن أصحاب القرار السياسى فى مصر..
فإذا لم يستطع المواطن المصرى أن يعيش بكرامة فى وطنه وأن يشعر بأن له ولأولاده مستقبلًا فيه، وأن يمارس حقه الطبيعى فى انتخاب ومحاسبة ممثليه، وأن يحصل على الحد الأدنى من الأجر الذى يضمن له حياة كريمة وتعليمًا مناسبًا ورعاية صحية محترمة... فهو بالتأكيد لن يشعر بالانتماء لهذا الوطن.. ختاماً: فى غياب الشعور بالانتماء فلا إمكانية لتحقيق التقدم، ولا جدوى من الحديث عن فكر جديد أو سياسات مختلفة!!
ماجد الشقرى
melshokary@hotmail.com