الصحف العربية الصادرة بالإنجليزية تتمتع بمجال أوسع من الحرية، ربما لأنها تتمتع بانتمائها لسياق آخر، فهى «تنضوى فى مجال صحفى لغته الإنجليزية»، لذا فإن «الخطوط الحمراء» شبه معدومة، وقائمة الممنوعات «أقصر» من الصحف الصادرة بالعربية.. يتناول الكتاب هذا الجانب من الصحافة العربية، الصحف الإنجليزية، مشيراً إلى تميز جريدة «الأهرام ويكلى» عن جميع إصدرات مؤسسة الأهرام القومية.. حيث تتبنى «مواقف نقدية جريئة وتنشر لكتاب معارضين من العرب.». لكن ذلك يدفعنا إلى التساؤل عن موقع الصحف المصرية من المشهد الإعلام العربى ككل؟ ويقدم نعيمان عثمان إجابة مرضية عن هذا السؤال حيث يشير إلى تقرير لدورية مركز «كمال أدهم» التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتى تحمل عنوان «tbs journal» حيث ترصد الدورية تطوراً ملحوظاً فى العالم العربى بالجريدتين المستقلتين «المصرى اليوم»، و«الدستور». ورغم تناول الكتاب لشئون الإعلام العربى إجمالاً، إلا أن ذكر محمد حسنين هيكل أحد كبار المؤثرين على الإعلام العربى، يأتى فى أكثر من موضع بالكتاب، فعقب إحدى حلقات الكاتب الكبير على قناة «الجزيرة»، أعد بعض الإعلاميين حملة منظمة ضده بدأت بمقال لتركى السديرى، رئيس تحرير جريدة الرياض، يتهم فيها «الجورنالجى» بأنه «أجير للسلطة» (هذا الكلام قد يبدو غير منطقى لابتعاد هيكل عن العمل العام منذ ما يزيد على العقدين)، لكن السديرى نفسه «يقوم بالعمل نفسه» فعلياً. أما بقية أطراف الحملة «اللذان جُندا أيضا فى المعركة» هما سمير عطا الله، الذى قال إنه يريد «وضع هيكل عند حده»، ومأمون فندى الذى قال «نحمد الله أن هيكل كان مقرباً من رئيس واحد». من جانبه يرى الباحث إندرو هاموند هذه الحملة كدليل على «شراء ذمم الصحفيين» حسبما جاء فى كتابه «إمبراطورية السعودية العربية الإعلامية: إبقاء (الجماهير) فى المنزل» (2007) . لكن مأمون فندى يهاجم هيكل، ضمن حملة سعودية، وإن كان فى السابق يعاتب السعودية، وإعلامها، لعدم تقديرها لهيكل بوصفه «منارة الفكر المستنير».