وصلتنى من سالى التى تصر جامعة الأزهر على أنها مازالت سيد بالرغم من اعتراف الطب والقانون بأنها سالى، اكتملت فصول مأساتها باختفاء ملف قضيتها من المحكمة! فهل جامعة الأزهر دولة داخل الدولة؟ وإليكم نص الرسالة «لا أعرف من أين أبدأ ولكن أرجوا من الله أن يتسع صدرك لما أقوله لأنها رحلة عذاب مدتها 21 عاماً، بالإضافة إلى سنوات عمرى التى ضاعت بسبب مرضى الذى يدعى اضطراب الهوية الجنسية، لم أكن أتصور ولا يخطر على بالى يوماً أن هناك ظلماً مثل الذى تعرضت له على يد دكاترة وعلماء جامعة الأزهر الذين بالرغم من ذلك أكن لهم كل احترام وتقدير. كنت طالبة فى السنة النهائية بطب الأزهر بنين؟! كنت فى ذلك الزمان مخلوقاً لا يعرف من هو، ولا كيف وجد؟ أنثى جوهرياً وفكرياً وذكر جسدياً، هو ذو مرض اضطراب الهوية الجنسية الذى اكتشف سنة 1920 ودون فى منظمة الصحة العالمية فى الثلاثينيات من القرن المنصرم والذى كان يجهله أطباء كثيرون وقتها، ولأن مرضى حساس جدا اتخذت أطباء من خارج جامعة الأزهر، وأظن أن هذه كانت الكارثة الكبرى التى أطاحت بمستقبلى العلمى فتم فصلى من كلية طب الأزهر فوجئت أيضاً أن نقابة الأطباء تنكر أيضاً المرض؟ كيف وواحد من علماء الطب فى ذلك الوقت تخصص فيه وأجرى عمليات بالعشرات فى كلية طب قصر العينى، وهو الدكتور جمال الدين البحيرى، إذن لابد أن هناك سراً، لماذا يرفضون مرضى وينكرونه بالرغم من وجوده فى المراجع العلمية؟! فوجئت بأنى أنا والطبيب متهمين فى النيابة بتهمة إحداث عاهة مستديمة بناء على طلب رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبد الفتاح الشيخ الذى كان رافضاً حتى أن يسمع لى واتهمنى بالعبث والشذوذ. وكانت النيابة طوق النجاة بالنسبة لى أنا والطبيب الذى أجرى لى العملية، قرأ وكيل وعرضنى على الطب الشرعى، وبعدما وضحت الحقيقة أمام النيابة أن السر بسبب الطبيب الذى أجرى لى العملية فقد كان قبطياً! حفظت القضية وأصدر النائب العام جمال شومان قراراً بأخذ كل حقوقى كاملة من تغيير الهوية حتى رجوعى كلية طب بنات، ورفض رئيس الجامعة القرار بالرغم من أنه هو الشاكى للنيابة. فتوجهت للقضاء لكى أسترد حقى. ألغى القضاء قرار فصلى وأعادنى مرة أخرى وفوجئت بأنهم يطعنون فى قرار المحكمة، وبعد 21 عاماً قضيتها فى المحاكم وبعد أن حصلت على قرار من المحكمة الإدارية العليا فوجئت بأن ملف الطعن اختفى بقدرة قادر، ما معنى أن تقف قضيتى محللك سر لأن جامعة الأزهر والمسؤولين لا يريدون لى أن أكون طبيبة، وستسألنى لماذا لم تلجئى إلى وزارة التعليم العالى! أقول لقد فعلت وتقدمت إلى جميع كليات طب مصر وإلى المجلس الأعلى للجامعات الذى بدوره رفض بحجة أننى ثانوية أزهرية، وتناسى أننى من العشرة الأوائل على الجمهورية بالرغم من قبولهم لطالب محول من طب اليمن حاصل على 50% فى طب قصر العينى، أليس فى هذا افتراء على إنسانة صححت وضعها ولم تستسلم لمرض قاتل بشع.