أرجو من الدكتور حسن راتب أن يطلب من مدير قناته «المحور» أن يمده بتسجيل لحلقتى برنامج «صبايا» الأخيرتين الذى تقدمه المذيعة والممثلة ريهام سعيد، وأذكّره إذا لم يكن قد شاهد الحلقتين، أن الحلقة الأخيرة التى أذيعت مساء الأربعاء الماضى كانت مع سيدة مصرية شابة لم يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً وحصلت على حكم بالخلع من زوجها لسبب واحد فقط وهو أنه نشيط جنسياً، وكان يطلب حقوقه الزوجية بصفه يومية، أما الحلقة السابقة فكانت عبارة عن حوار مطول مع فتاتين شاذتين جنسياً وقد تحدثتا باستفاضة وبصراحة عن طبيعة هذه العلاقة. والدكتور راتب واحد من أنجح رجال الأعمال فى مصر.. وهو عصامى صنع ثروته بنفسه عن طريق العمل فى مصر والخارج.. وهو متدين، وفى حوارات ومناسبات عديدة كان يتحدث بكل وقار وإجلال عن ذكرياته مع الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى، بل إن راتب وعلى قناته، «المحور»، أكد ان نصيحة الشعراوى ثم دعاءه كانا وراء اهتمامه بالاستثمار فى سيناء. القناة نفسها وقورة، فنادراً ما تجد افلاماً أو «كليبات» خليعة على شاشتها، وفى الوسط الإعلامى، قول يتكرر بأن نهج «المحور» جزء من نهج مالكها المتدين. وأنا لست ضد الحرية الإعلامية على اتساعها.. وضد مقص الرقيب أياً كانت مبرراته ودعاواه الأخلاقية والسياسية.. وشاهدت فضائيات أجنبية عديدة توجه برامجها وأفلامها للكبار ولكن وفق ضوابط محددة، ولكن حلقتى «صبايا» فيهما الكثير من العورات الإعلامية والأخلاقية. فالضيفة التى حصلت على «الخلع» بسبب زوجها النشط جنسياً ظهرت على الشاشة بدون أى مؤثرات بصرية او صوتية.. بل إن اسمها كان موجوداً على الشاشة وعلى لسان المذيعة طوال الحوار، وبالتالى فان أسباب خلعها لزوجها باتت معروفة لأهله وجيرانه وأصدقائه وزملائه.. والرجل لم يرتكب أى إثم، على حد تأكيد الزوجة، سوى أنه قوى جنسياً أو «60 حصان، بلغة هانى رمزى فى فيلم محامى خلع»، وأنا أرى أن هذا السبب هو ميزة له يحسدها عليه كثير من الرجال، وأنا منهم، وبالتالى فإن التشهير به على شاشة محترمة هو نوع من السب والقذف فى حقه.. والأهم من ذلك سؤال واحد: ما الأهمية فى حوار من هذا النوع غير الادعاء بأن المذيعة يمكنها تناول أسخن القضايا وأكثرها جرأة؟ وأنا، ولفترة قريبة جدا، لم أكن أعلم أن هذه المذيعة «ريهام سعيد» هى ممثلة فى الأساس، لكن زوجتى ذكرتنى بأدوار قديمه لها بملامح مختلفة، ثم رأيت إعلانات مسرحيتها «مرسى عايز كرسى» مع أحمد بدير. ريهام مذيعة جيدة.. فوجهها مقبول وتستطيع التواصل بسهولة مع المشاهدين بوجهها وصوتها، ولكن أخشى عليها ان تقترب سريعاً من مصير الدكتورة هالة سرحان. فليس من المعقول أن تخرج سيدة مصرية على الهواء لتعلن على الملأ أنها شاذة وأنها تستكفى بصديقتها عن الرجال. وأنبه الدكتور حسن راتب إلى أن الكاتب وحيد حامد، ورغم جرأته وواقعيته، استخدم التورية وبشكل كوميدى فى فيلم «محامى خلع»، حين تناول قضية عدم التكافؤ الجنسى بين الرجل وزوجته، وأصبحت الكلمات والجُمل الحوارية فى الفيلم تتردد وكأنها «قفشات» بذاتها حول هذا الموضوع، لكن حامد وهانى رمزى ومعهما المخرج محمد ياسين قدموا عملاً رائعاً.. وأدوا الرسالة دون أى ابتذال.. وأبطال هذا العمل كانوا يعرفون أنهم يخوضون فى موضوع صعب لكنه شيق فقدموا رؤية كوميدية ومحترمة فى الوقت نفسه لاقت استحسان الجميع. أما تناول قضية «الشذوذ» فى البرنامج، ورغم ظهور الفتاتين فى مكان شبه مظلم، فكان أمراً مستفزاً للغاية، ولم أفهم فائدته أو الهدف منه، خاصة أن اللغة المستفزة للفتاتين الشاذتين لم تواجه بأى استنكار أو رفض من المذيعة، وكذلك فإن الاسهاب فى عرض مثل هذه النماذج يضر بقيم المجتمع بشكل بالغ، خاصة للأجيال صغيرة السن، قليلة الخبرة. وفى النهاية لا أطلب من الدكتور راتب إلا أن يشاهد الحلقتين ثم يحدد موقفه الشخصى والأخلاقى من مضمونهما.
