أعلن الادعاء العام الألمانى فى مدينة دريسدن عزمه عدم نشر أى تفاصيل حول جريمة مقتل «مروة الشربينى» قبل البدء فى إجراءات محاكمة القاتل. وقال المتحدث باسم الإدعاء العام فى دريسدن، كريستيان أفيناروس، إنه «لن يتم نشر أى تفاصيل متعلقة بجريمة القتل قبل تحريك الدعوى القضائية ضد المتهم». وزارت ممثلة الحكومة الألمانية، مفوضة الاندماج فى الحكومة، ماريا بومر، زوج الشهيدة مروة الشربينى، أمس الأول، بصحبة السيد رمزى سفير مصر فى ألمانيا، ونشأت الفار، رئيس اتحاد الجمعيات الألمانية العربية. وقالت «بومر» بعد خروجها من المستشفى إنه «لا مكان للعنف العنصرى أو الدينى»، متهمة برلين بعدم الاكتراث بمقتلها الذى كان دفاعاً عن الإسلام. وأقيمت مراسم تأبين للشهيدة «مروة الشربينى» أمس أمام بلدية دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، بحضور رئيس الحزب الاشتراكى الديمقراطى الألمانى «فرانتسمو نتيفيرنج» وعدد من المسؤولين الألمان والمصريين. وتواصلت ردود الأفعال الإيرانية تجاه مقتل «مروة الشربينى»، ونظم العشرات من الطلبة الإيرانيين وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة الألمانية فى طهران تنديداً بما سموه «المعاملة السيئة للمسلمين فى ألمانيا»، معربين عن إدانتهم لمقتلها. ورشق نحو 150 طالبًا إيرانيًا السفارة بالبيض. وأوضح مصور لوكالة الأنباء الفرنسية أن المحتجين رددوا خلال المظاهرة هتافات مثل: «الموت لألمانيا»، و«الموت لأوروبا»، فيما كتبوا عبارة «أنجيلا النازية» على أحد جدران السفارة، فى إشارة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. من جانبها، ركزت صحيفتا «دير شبيجل» الألمانية و«الجارديان» البريطانية على حادث مقتل مروة، وتساءلت صحيفة «دير شبيجل»: «لماذا بقى مقتل امرأة محجبة لم تسقط ضحية جريمة شرف مجرد خبر هامشى صغير لمدة أسبوع، وهل يمكن أن يكون التعامل مع هذه الجريمة انعاكسا لطريقتنا فى التفكير». وركزت صحيفة «الجارديان» البريطانية على أن جريمة قتل «مروة الشربينى» لا تثبت خوف الألمان من المسلمين أو ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وإنما تؤكد حقيقة اضطراب المجتمع الألمانى داخليا وسط اعتقادات كثيرة متزايدة خلال الفترة المقبلة. وقالت الصحيفة فى مقال نشرته للكاتبة أنجا سييليجير، أمس، إن الصحفيين عليهم كما كتبوا عن تعاطف قاتل مروة مع مبادئ الحزب الألمانى المتطرف «NPD» الذى حقق 5.1% من الأصوات فى انتخابات مجلس ولاية ساكسونيا فى مايو 2008، أن يشيروا إلى أن 50% من الألمان الشرقيين، و25% من الألمان الغربيين، وافقوا على منح تصاريح الإقامة للأجانب فى ألمانيا وفقاً للدراسة التى أعدتها منظمة «فريدش ايبرت» عام 2009. وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام تعاملت مع القضية على أنها «أمر تافه»، ولم تبد الصحف الألمانية أى اهتمام أو قلق تجاه الأمر، إلا بعد خروج المظاهرات فى القاهرة، للدرجة التى دفعت الإذاعة الألمانية إلى سؤال مراسلها فى مصر: «ما مدى الخطورة على السياح الألمان المقيمين فى القاهرة؟». ودعا أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة هومبولت بألمانيا بيتر هانيه، إلى التعامل بشكل جدى مع حالة الغضب فى مصر عقب حادث مقتل مروة، قائلا إنه «يجب أن نأخذ غضب الشعب المصرى بشكل جدى للغاية»، مضيفا أن هذا الغضب حقيقى لاتنظمه أنظمة معينة.