«رويترز»: «الإخوان» لن يقاوموا التوريث فى مصر.. ويعرفون أنه لا فائدة من التحدى

أكدت وكالة «رويترز» للأنباء أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر سوف تتجنب الدخول فى مواجهة ضد محاولات وصول جمال مبارك إلى الحكم، لأنها تخشى أن تتعرض لحملة من قبل السلطات يمكن أن تتسبب فى تدميرها، مشيرة إلى أن الجماعة ستبقى تعمل فى نطاق هامش الحرية الذى تسمح به الدولة، والذى يزداد ضيقاً فتنافس فى الانتخابات وتسعى لتوسيع نفوذها من خلال أجندة اجتماعية نشطة.
ووصفت وكالة الأنباء العالمية الجماعة بأنها أقوى جماعة سياسية معارضة فى مصر، وهى الوحيدة التى يمكنها حشد مئات الألوف من المؤيدين المنضبطين، وإذا عبئ هؤلاء المؤيدون فإنه من الممكن أن يحبطوا أى عملية سلسة لنقل السلطة إلى جمال «45 عاماً» المسؤول البارز فى الحزب الحاكم،
وهى خطوة يتوقعها كثيرون وتمثل موضوعاً دائماً للتكهن فى مصر، مؤكدة أن مثل هذه المعارضة ستكون فادحة الثمن لجماعة سوف تضع بقاءها طويل المدى فى المقدمة.
وقال جوشوا ستاشر، أستاذ العلوم السياسية المساعد فى جامعة كنت ستيت الأمريكية: إنهم يعرفون أنه لا فائدة من تحدى الخلافة. وأضاف: كل ما يمكن أن تسفر عنه هذه الخطوة أن تودى بهم إلى القمع وإلقائهم فى السجن، إلى درجة أنها يمكن أن تهدد بقاء الجماعة.
ولفتت «رويترز» إلى ما قالته تقارير عن إمكانية حل مجلس الشعب لتطبيق قانون صادر حديثاً يتيح حصة جديدة من المقاعد فى المجلس للنساء دون الرجال.
وتقول التقارير إنه من الممكن، ترتيباً على حل مجلس الشعب، إجراء الانتخابات الجديدة قبل عام 2010 بغرض الحد من تمثيل الإخوان المسلمين فى المجلس، ورغم نفى رئيس المجلس أحمد فتحى سرور،
وهو عضو قيادى فى الحزب الحاكم، ما تردد عن إمكانية حل المجلس فإن الحديث عن ذلك لم يتوقف.
ورجحت «رويترز» أن يؤدى عقد انتخابات تشريعية مبكرة إلى تحجيم الإخوان المسلمين كثيراً قبل انتخابات الرئاسة التى ستجرى عام 2011، رغم أن الحزب الوطنى يتمتع بالفعل بأغلبية ساحقة لا يمكن معها أن يأتى مرشح يتحدى مرشح الحزب.
وقال رئيس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت: «كل تغيير فى قواعد اللعبة السياسية فى مصر الآن يمكن النظر إليه فى إطار سيناريو الخلافة فحسب».
وقالت «رويترز»: من الممكن أن يكون من شأن هذا ضمان الاستمرارية بعد أى نقل للسلطة للإصلاحات التى أشاد بها المستثمرون الأجانب والتى دفعت معدل النمو إلى أعلى ليبلغ سبعة فى المائة العام الماضى، وأربعة فى المائة الآن رغم أن كثيراً من الفقراء يقولون إن فوائد معدل النمو الاقتصادى المرتفع لم تصل إليهم، لكن محللين يقولون إن استقراراً طويل المدى يمكن ضمانه فقط من خلال علاج شكاوى الفقراء والعمال.