أهالي ضحايا قطار البدرشين: «مبارك كان نايم ومرسي استلم الكرسي وكمّل نوم بعده»

بعد 24 ساعة من وقوع حادث قطار البدرشين الذى راح ضحيته 19 وأصيب 117 آخرون ازدحم مستشفى الحوامدية الذى انتقل إليه عدد من المصابين، من قبل المواطنين، خاصة طلاب المدارس من أهالى مركز البدرشين للتبرع بالدم، وجلب بعضهم وجبات الطعام.
وعلى الرغم من مرور ساعات طويلة على الحادث إلا أن المستشفى لا يزال مزدحماً. انتقلت «المصرى اليوم» إلى هناك، وتحدثت مع المصابين فى حضور أقاربهم.
قال «رمضان بكرى» الذى يرقد فى الطابق الثانى من المستشفى مصابا بكسور وكدمات وجروح متفرقة فى الجسد: «الحمد لله على كل شىء، والله يرحم زملاءنا.. الحزن مش بيبعد عن أهلنا فى قرى الصعيد، ومن كام شهر ولاد عمى ال3 ماتوا فى حادث أتوبيس المعهد الأزهرى فى قرية المندرة، ولا تفارق الملابس السوداء أمهاتنا وشقيقاتنا».
وأضاف: «والدتى قالت لى خلى بالك وانت مسافر بالقطر، وحاول تسافر بعربية علشان القطارات كلها خربانة وبايظة.. قلت لها يا أمى المجندين كلهم بيسافروا فى القطر».
وأنهى «رمضان» حديثه قائلا: «احنا تايهين مش عارفين احنا تابعين للجيش ولا وزارة الداخلية، وسمعت انهم أعطونا إجازة شهر، ونرجع نسلم نفسنا فى معسكر مبارك، يا ترى أهلنا هما اللى هياخدونا».
وقال «حماد على رسلان»، أحد المصابين، إنه الأخ الأصغر فى أسرة مكونه من 13 شخصا، جميعهم عمال باليومية، وإنه حصل على دبلوم تجارة منذ عام، وقدم أوراقه للتجنيد، وإنه كان يعمل فى المحافظة لمساعدة والده، ويوم ركب القطار خرج من بيته أثناء نوم جميع أفراد أسرته، وإن والدته فقط هى التى ودعته، وإن الله أنقذه من الموت، وأنه شعر فى محطة بنى سويف بترنح شديد فى عربة القطار، وإنه حينما وقع الحادث لم يشعر بأى شىء.
ولاحظت الجريدة حضور سيارتين من المركز القومى للدم وتوافد المواطنين عليها للتبرع، وقال الطبيب إننا جمعنا 400 كيس دم من الأهالى، مضيفا أن فتيات المدارس تبرعن بدمائهن للمصابين أيضا.
وقال حارس المستشفى إن أهالى الحوامدية والبدرشين يحضرون 4 مرات فى اليوم يحملون وجبات طعام، لتقديمها للمصابين، إضافة لبعض الملابس والفاكهة.
كما لاحظت الجريدة أن حركة سير القطارات عادت إلى طبيعتها فى مكان الحادث، وتم وضع حراسة أمنية على القطار المنكوب، وتبين أن النيابة أمرت مسؤولى السكة الحديد برفع حطام القطار، ووضع باقى القطار بعرباته على شريط الاحتياط، وأن تهدئ القطارات - عندما تمر فى مكان الحادث - من سرعتها.
وقال عدد من الأهالى: «يجب معاقبة المسؤولين على المصيبة دى، مشيرين إلى أن الرئيس السابق (مبارك) كان نايم ومهمل، وأن الرئيس (مرسى) استلم الكرسى بعده وكمل نوم، ومش كل مصيبة يتحاكم فيها العمال البسطاء زى حادث قطار أسيوط». فيما قامت سيارة تابعة لشركة الكهرباء باستبدال المصابيح التى علقت بالشارع المجاور لخط البدرشين مكان الحادث بأخرى بأقل ثمناً، وتسبب ذلك فى سخط الأهالى.
وقال عم عبده «مزارع» من أهالى المنطقة التى شهدت الحادث: «إن فنيين من شركة الكهرباء جاءوا ليلة أمس الأول بعد الحادث، وقاموا بتعليق مصابيح بأعمدة الإنارة لإنارة الشارع أمام القيادات الحكومية والأمنية المتوافدة على موقع الحادث، وفوجئنا ظهر أمس بسيارة تابعة للكهرباء تقوم باستبدال المصابيح المعلقة بأخرى رخيصة الثمن بعد علمهم بانتهاء القيادات من زيارة موقع الحادث». وأضاف: «لا نظام قديم نافع ولا نظام جديد نافع.. الحال كما هو».