صحف غربية ترى نتنياهو «مشعوذًا».. وتعتبر خطابه مليئًا ب«الألاعيب»

الانقسام فى ردود الفعل الدولية حول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو طوال الأسبوع الماضى، لم يقتصر على الحكومات العربية والغربية، بل خرجت العديد من الصحف الأمريكية والأوروبية تنتقد نتنياهو بشدة، خلافاً لمواقف حكوماتها.
فتحت عنوان «شعوذة نتنياهو»، سخرت صحيفة «Boston Globe» الأمريكية، فى افتتاحية الأربعاء الماضى، من دعوة نتنياهو للفلسطينيين بالبدء فورا فى مفاوضات السلام دون شروط مسبقة، وذلك قبل دقيقتين فقط من تحديد شرطين «على الأقل» للفلسطينيين، على حد وصف الصحيفة، من أجل قبول إسرائيل استئناف مفاوضات الوضع النهائى.
وحول الشرط المتعلق بضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، لفتت الصحيفة فى افتتاحيتها إلى أن تلك المسألة لا يرفضها الفلسطينيون فحسب، بل بعض الإسرائيليين أيضا، فى إشارة منها إلى «فلسطينيى 48»، مضيفة أن مثل هذا الاعتراض «من حقهم»، وبما يشبه التهكم، انتقدت «Boston Globe» شرط نتنياهو قائلة: «أوليس من حق الفرنسيين أن ينعموا بالسلام مع الألمان دون أن يتحتم عليهم أولا الاعتراف بأن ألمانيا دولة للألمان!».
وركزت افتتاحية «Boston Globe» انتقاداتها لشرط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، مؤكدة أنه يرضى الجناح اليمينى المتطرف فى حكومة نتنياهو، لكنه يدفع 20% من شعب إسرائيل، هم «عرب 48»، إلى الشعور بأن هذه ليست دولتهم، بل إن أى فلسطينى يضطر إلى قبول هذا الشرط، لن يتسنى له فيما بعد الاعتراض على منع إسرائيل للاجئى الشتات من العودة، وهو ما خلصت الصحيفة بالنهاية إلى وصفه ب»الألاعيب» من جانب نتنياهو.
وفى حين بدأت صحيفة «Telegraph» البريطانية فى فقرتها الأولى التى لم تتعد سطرين بالإشادة بذكر نتنياهو لكلمة «الدولة الفلسطينية» لأول مرة فى تاريخه، انقلبت عليه صبيحة الخطاب مع بداية الفقرة الثانية وحتى نهاية المقال، قائلة: «لكن رئيس الوزراء أتخم اعترافه بجملة من الشروط التى تجعل من الصعوبة بمكان تحقيق أى تقدم من شأنه كسر الجمود الراهن فى عملية السلام».
وبدورها، انتقدت «Telegraph» أيضا مطلب نتنياهو الاعتراف بيهودية إسرائيل، موضحة أنه «يتجاوز كثيرا المطلب الإسرائيلى التقليدى لدول الجوار بالاعتراف بحقها فى الوجود»،
وأضافت «Telegraph» أن نتنياهو لم يقدم أى تنازلات بشأن ملف المستوطنات الشائك.
من جانبها، لخصت صحيفة «Markische Oderzeitung» الألمانية مناورات نتنياهو بتقليلها من شأن عبارة حل الدولتين فى خطاب نتنياهو،
وقالت: «صحيح أنه تحدث فيه للمرة الأولى عن إمكانية قيام دولة فلسطينية، بل وتكرر المصطلح 3 مرات على لسانه»، لكن على الجميع أن يدرك الآن، «بعد الحماسة الأولى التى قوبل بها الخطاب»، أن كل رؤساء الحكومات الإسرائيليين منذ إسحق رابين تحدثوا من قبل عن قيام هذه الدولة، والتى «ليس لها وجود حتى الآن».