فى الوقت الذى يشهد سكن طلبة الجامعة الأمريكية حراسة أمنية مشددة إثر الإعلان عن حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بين الطلبة، يعيش سكان الزمالك حالة من الذعر والقلق، ويبدو هذا واضحا فى إقبالهم الشديد على شراء الكمامات الواقية والمنظفات من الصيدليات، وهو الحال نفسه الذى يعيشه طلبة كليات الفنون الجميلة والتربية النوعية والموسيقية التى تبعد خطوات قليلة عن المبنى السكنى للجامعة الأمريكية. «المصرى اليوم» رصدت المشهد عن قرب. ما إن تطأ قدماك منطقة الزمالك، ستلاحظ أن معظم سكانها يرتدون الكمامات، سواء أثناء سيرهم فى الشارع أو أثناء قيادتهم سياراتهم، استوقفنا أحد المارة وكان يرتدى الكمامة أثناء قيادته الدراجة وعلمنا منه أنه متوجه إلى المبنى السكنى لطلبة الجامعة الأمريكية، لتوصيل بعض الطلبات إليهم على رأسها خافض للحرارة و100 قناع واق. يقول سعيد محمد عامل فى إحدى الصيدليات: منذ ظهرت حالات الإصابة، وهم يطلبون منا أن نحضر لهم منظفات وخافضا للحرارة وماسكات اقترب عددها حتى الآن من 300 قناع، فى البداية طلب المسؤولون عن الجامعة 200 ماسك جملة، ولكن الطلبة بعدها أصبحوا يطلبون بأنفسهم المنظفات وخافض الحرارة. وكأحد أنواع التوعية بالمرض، علمنا أن كبير صيادلة الزمالك قدم نصائح طبية للمصلين من السكان والعاملين فى أحد المساجد بالزمالك، يقول الدكتور فتحى عامر كبير الصيادلة بالمنطقة «بعد أن انتهينا من أداء صلاة الظهر طلبت من المصلين أن يلتزموا ببعض الإجراءات الوقائية حتى لا ينتشر الفيروس، ونصحتهم بأن يحضر كل منهم سجادة الصلاة الخاصة به وهو قادم إلى المسجد، حتى يضمن ألا تنتقل له العدوى من آخر، أو أن يقوم بوضع منديل من القماش، وطلبت منهم فى حال شعر أحدهم بارتفاع فى درجة الحرارة تصاحبه أعراض الأنفلونزا العادية التوجه إلى المستشفى فورا ويضيف عامر: سكان الزمالك أصابهم الفزع منذ الإعلان عن الإصابات هنا، وبدأوا يتوافدون على الصيدليات لشراء المنظفات والكمامات بشكل كبير جدا، حتى إننى قمت ببيع 400 كمامة من وقتها وحتى الآن. وعلى بعد خطوات من المبنى السكنى للجامعة الأمريكية، تقع كلية الفنون الجميلة، ويبدو أن هذا القرب أفزع بعض الطلبة فقرروا ارتداء الأقنعة الواقية خوفا من أن تنتقل العدوى إليهم بأى طريقة. تقول أميرة محمد إحدى الطالبات بالفرقة الأولى بالكلية: منذ ظهور الفيروس فى مبنى الجامعة الأمريكية المجاور لنا، ونحن نعيش حالة من القلق خوفا من أن ينتقل إلينا المرض بأى شكل،لذا قرر بعضنا شراء القناعات الواقية أثناء قدومه إلى الجامعة كأحد أنواع الإجراءات الوقائية، خاصة أننا نسير فى نفس الشارع الذى يوجد فيه مبنى «الجامعة الأمريكية، وعلمنا من الدكتور محمد مكاوى عميد كلية الفنون الجميلة أنه فور الإعلان عن ظهور حالات الإصابة أجرى اتصالاته بالمسؤولين، لمعرفة مدى خطورة الموقف، وما إذا كان الأمر يستلزم إغلاق الجامعة، وتأجيل مشروعات التخرج، فجاءه الرد بالنفى.أما الدكتور علاء عبدالمجيد مدير الوحدة العلاجية بكلية الفنون الجميلة فيقول إنه على الرغم من عدم وجود أى خطورة على الطلبة، فإنه نصحهم بعدم التقبيل والتواجد فى الأماكن المغلقة وغسل الأيدى بصفة مستمرة وعدم شراء المأكولات المكشوفة، وفى حال شعر أحدهم بارتفاع فى درجة الحرارة لابد أن يتوجه إليه فورا. الحال نفسه يعيشه طلبة كليتى التربية الموسيقية والفنية، حيث يرتدى معظمهم كمامات أثناء تواجدهم فى الكلية، وخروجهم منها. تقول علياء أحمد الطالبة فى التربية الموسيقية: أضع منديلا فوق أنفى منذ وصلت إلى منطقة الزمالك، لأن الحذر مطلوب فى تلك الحالة، ولن نطمئن حتى نعلم أنه لا توجد أى حالات إصابة جديدة بين طلبة الجامعة الأمريكية وفى الوقت نفسه أكد أصحاب الصيدليات القريبة من الكليات أن الطلبة يقبلون على شراء الأقنعة الواقية بصورة كبيرة حتى إن عاملة بإحدى الصيدليات أكدت أن متوسط شراء الطلبة للماسكات يصل إلى 300 قناع فى اليوم الواحد.