لماذا لا تقرأ أمة اقرأ؟ أو لماذا لا يقرأ المصريون؟.. سؤال يطرحه معظم المذيعين على معظم الكتاب، والإجابة تقريباً واحدة يستهلها الكاتب بتنهيدة عميقة، ثم ترتسم على وجهه علامات الحزن والحسرة، ثم يبدأ فى (التقطيع) فينا وكيف أننا شعب (برتات) جمع برته، نخرج خروجة حلوة ماشى، نرغى فى التليفون ماشى، إنما نمسك كتاب ونقرا صعب.. صعب جداً وينسى هذا الكاتب أو يتناسى هو ومن طرح عليه السؤال أن من جعله نجماً وضيفاً فى البرامج هو غالباً قراؤه فى المكان أو الصحيفة التى يكتب بها.. وإذا علمنا أن صحيفة واحدة مثل «المصرى اليوم» توزع ما يزيد على مائتى ألف نسخة يومياً وأن من يقرأ الجريدة ليس ال(200000) شخص الذين اشتروها بل هم وإذا كان متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية 5 أفراد، فيكون عدد القراء مليون قارئ على الأقل دون أن نحسب الأصدقاء والجيران والناس الرخمة اللى فى المترو اللى بيدفسوا راسهم فى جرنالك كأنه بتاعهم مش بتاعك، مليون قارئ لجريدة واحدة فكم عدد قراء الصحف فى مصر؟! إذن فالسؤال من الأساس خطأ، لأن أمة اقرأ تقرأ، وبالتالى يكون السؤال لماذا تقرأ (أمة اقرأ) الصحف ولا تقرأ أمة اقرأ الكتب، واسمحوا لى أن أبدأ فى التعليق على كتابنا «أولا: كتابنا هم غالباً أكثر كتاب العالم استخداماً للمترادفات فتجد الكاتب يستخدم 6 أو 7 كلمات لمعنى واحد مما يصيب القارئ بالملل والضيق، وأنا على يقين أن بعض الكتب إذا حذفت منها الكلمات المترادفة فستصبح فى نصف حجمها وربما أقل، ثانياً: يكثرون من استخدام المحسنات من استعارة وكناية وتشبيه حتى ولو كان الكتاب علمياً وهذا دليل على قلة المعلومات وأن الكاتب ليس لديه ما يقوله فيصيغ الفكرة بصياغات مختلفة، ثالثاً: وهو الأهم أن كتبنا تحمل تساؤلات أكثر مما تحمل إجابات فإذا كانت لديك تساؤلات عن النكسة مثلاً وقرأت كتاباً عن النكسة ستزداد تساؤلاتك، وكلما قرأت لعدة كتاب زادت تساؤلاتك وحيرتك، وهو ما لا يحدث فى أمريكا وأوروبا والبلاد التى تقرأ لأنهم أكثر صراحة ووضوحاً ولا يخجلون من ذكر الحقيقة مهما كانت قاسية ومهما مست أشخاصاً مرموقين ويذكرون الأسماء والوقائع كاملة، رابعاً: كل كتابنا بيتكسفوا من الكتابة للأطفال بالبلدى كده (بيستعروا منها)، ومن لم يقرأ صغيراً لن يقرأ كبيراً، إذن فالعيب ليس فينا وسؤالى الآن لماذا لا يكتب كتاب أمة اقرأ كتباً تقرأ؟ م. أحمد عبد الغنى- مهندس معمارى-القليوبية