عمره 72 عامًا.. وشعاره التغيير.. وتعهَّد بالحفاظ على حقوق المواطنة والنساء، 3 جمل قصيرة ولكنها تلخص طبيعة وبرنامج مهدى كروبى المرشَّحَ المجهول والأقل حظًا فى الفوز بانتخابات الرئاسة فى إيران، فقد شغل كروبى أو «شيخ الإصلاحات» رئاسة البرلمان خلال دورتين متفرقتين: الأولى فى الفترة ما بين 1989و 1992، والثانية بين عامى 2000و 2004، وليست هذه أول مرة يخوض فيها انتخابات الرئاسة، بل عاش تجربة سابقة فى 2005، ويدخل السباق هذه المرة بمقولة رئيسية يخاطب بها مشاعر الناخبين: «رشحت نفسى لأننى أعتقد أن هذه الحكومة غير قادرة على إدارة شؤون البلاد، ويجب أن يكون هناك تغيير فى كل المجالات». ولا يجد كروبى طريقًا نحو قلوب وعقول المواطنين سوى تفنيد مساوئ عهد نجاد متهمًا الأخير بتدمير علاقات إيران مع المجتمع الدولى على ضوء خطاباته النارية، التى تسببت فى عزل البلاد ومواجهتها عقوبات دولية، بالإضافة إلى تبنى كروبى مؤخرًا مواقف تدعو للتفاوض مع الولاياتالمتحدة التى انقطعت علاقاتها بإيران منذ نحو 3 عقود. ويحمل كروبى، الإصلاحى العجوز، على عاتقه سياسة تعتمد على التعامل والحوار من منطلق العزة والحكمة تأسيسًا على المصالح الوطنية مع الجيران والغرب من خلال إجراء مفاوضات مع أى قوة كبرى وإقامة علاقات معها على مراحل. وداخليًا، يتخذ كروبى مسارًا معتدلًا عبر طريق وسط لا يستفز المحافظين حال انتخابه، ويضع الاقتصاد فى طليعة أولوياته، ووعد بتوزيع حصص من الأرباح النفطية على الشعب الإيرانى فى ظل قراءته لمعاناة بلاده- وهى المنتج الرابع العالمى للنفط- من ارتفاع فى نسبة التضخم وصل إلى 26% ونسبة بطالة تجاوزت 13% يعزوها خبراء اقتصاديون إلى سياسات الرئيس نجاد الرامية إلى توسيع نطاق الاقتصاد. واعتبر كروبى أن الخطوة الأولى تكمن فى السيطرة على الوضع المتدهور ووعد حال فوزه بتعيين فريق من الخبراء لمعالجة التدهور وسط احتمال إعلان مؤسسات جديدة إفلاسها فى الأشهر المقبلة، فضلًا عن اعتماده سياسة انفتاح تجاه البلدان الأخرى وفتح المجال أمام الاستثمارات الخارجية واعتماد سياسة فتح الاقتصاد الإيرانى أمام القطاع الخاص، خصوصا أن القطاع العام يسيطر على 80% منه. أما البرنامج النووى فهو من الملفات المهمة فى أجندة كروبى، التى لا تقبل المساومة إلا أن تحقيق خطوات ملموسة وعملية بشأن هذا الملف لا يمنع التعاطى معه بلغة خطاب دبلوماسى هادئة تخلو من شعارات وتصريحات نجاد النارية التى يلعب بها كروبى كورقة ضغط على إرادة الناخب.