عندما كانت تستعد الطفلة مصرية الأصل أمريكية الجنسية مريم عصام فوزى «12 سنة»، التى تم تسجيلها كأول حالة إصابة فى مصر بفيروس «H1N1» المعروف بأنفلونزا الخنازير، لمغادرة مستشفى الحميات بالعباسية، يوم الجمعة الماضى، بعد شفائها تماماً من المرض القاتل، كان المستشفى العريق يستقبل عدداً من الحالات المحولة من مطار القاهرة للاشتباه فى إصابتها بالوباء، كما كان المستشفى يستقبل حالات أخرى مشتبهاً فى إصابتها بالأنفلونزا، خصوصاً الفيروس الأكثر شراسة «أنفلونزا الطيور». «المصرى اليوم» تجولت داخل مستشفى حميات العباسية، أعرق وأكبر مستشفيات مصر، كان الهدف هو التحدث مع السيدة «هناء» التى ترافق ابنتها، ورصد خروج أول حالة مصابة بعد شفائها، والتعرف على الجهد الذى يقوم به المستشفى فى مواجهة الوباء الجديد وإجراءاته الاحترازية، اخترقنا عنبر (2)، أثناء وجود «مريم» بداخله، كان القسم معزولاً تماماً، وأبوابه الخارجية من الزجاج الألوميتال، أما أبواب الغرف الداخلية، فكانت موصدة تماماً، والقسم بشكل عام نظيف وهادئ، غير أن اللافت أن الممرضات كن لا يُظهرن أى اهتمام بارتداء الكمامات داخل القسم، وهو نفس ما تلمسه مع معظم الممرضات والعاملين بأحد أخطر المستشفيات على الإطلاق.. ورغم تحويل عشرات الحالات المشتبه فى إصابتها بالوباء خلال الأسابيع الماضية، كانت مريم «محجبة» وترقد على سرير نظيف داخل الغرفة رقم 7 مكيفة، بالقرب منها سرير والدتها، التى كانت تترقب حضور شقيقها لاصطحابهما إلى «كفر شبين»، مركز شبين القناطر، الذى لم تتمكنا من السفر إليه منذ قدومهما إلى القاهرة.. فجر الاثنين الماضى، تحدثنا مع «هناء» والدة مريم، لكنها رفضت الحديث أو التصوير مع ابنتها، احترامنا رغبتها، ورغم أن التحاليل أثبتت سلامة الأم، لكنها لم تكتم مخاوفها من إمكانية حملها المرض، وهو نفس ما صرح به بعض الأطباء، خصوصاً أنها كانت ملاصقة لابنتها بالغرفة طوال فترة العلاج. بعد خروجنا مباشرة، سألتُ إحدى العاملات بالمستشفى عن عدم ارتدائها الماسك، فلم تقل سوى: «خليها على الله».