نفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تعليقات مسؤول إسرائيلى سابق حول موافقة الولاياتالمتحدة سرا على السماح لإسرائيل بتوسيع مستوطناتها فى الأراضى الفلسطينية، الأمر الذى عزز رسالة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، التى وجهها من القاهرة مؤخرا، والتى كرر فيها وجوب وقف الاستيطان. وقالت كلينتون للصحفيين لدى وصولها واشنطن إنه لا يوجد ما يشير إلى وجود اتفاق من هذا القبيل فى «سجل التفاوض»، الذى سلمته إدارة جورج بوش إلى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مشددة على أنه «ليس هناك ذكر لأى اتفاق غير رسمى أو شفوى.. وحال وجوده.. لا يكون جزءا من الموقف الرسمى لحكومة الولاياتالمتحدة»، وجاء ذلك ردا على سؤال حول مقال نشر فى إسرائيل الأسبوع الماضى كتبه دوف ويسجلاس، مستشار سابق لرئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون، زعم فيه أن إدارة بوش أعطت ضوءًا أخضر غير رسمى لتوسيع المستوطنات لاستيعاب النمو الطبيعى. على صعيد متصل، ذكر دبلوماسيون غربيون أن الاتحاد الأوروبى يفكر فى استخدام نفوذه التجارى لتعزيز الضغوط الامريكية على إسرائيل بشأن تجميد المستوطنات، وأن هذا التوجه الأوروبى للحذو على خطى واشنطن بدأ بعد يوم واحد من إبلاغ أوباما إسرائيل أن واشنطن لن تتسامح من الآن فصاعدا إزاء بناء أى مستوطنات فى الضفة الغربية، وفى باريس أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس أنه من المهم كسر «الجمود» فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأنه يريد محادثات سلام جادة وبناءة تهدف إلى التوصل لحل الدولتين وقال إنه على الفلسطينيين والإسرائيليين إدراك أن مصيرهما مترابط، موضحاً «أنه لا يتوقع حل مشكلة دامت 60 عاماً بين عشية وضحاها». وأضاف أوباما فى مؤتمر صحفى مع نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى، حيث شاركا فى احتفالات الذكرى ال 65 لإنزال الحلفاء فى النورماندى «يجب أن نتجاوز الجمود الحالى»، وقال إنه يريد من جميع الدول العربية أن تكون جزءاً من عملية السلام، لأهميتها السياسية والاقتصادية، وقال إن السماح لإيران بامتلاك السلاح النووى «خطير للغاية» وسيدفع بعض الدول فى الشرق الأوسط إلى القول «علينا أن نفعل الشىء نفسه». وأوضحت المصادر أن الاتحاد، الذى يعد أكبر شريك تجارى لإسرائيل، لديه خيارات عدة أحدها فرض قيود على الفواكه والخضروات وزيت الزيتون والمنتجات الزراعية الأخرى التى يزرعها المستوطنون الإسرائيليون فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. من ناحية أخرى، أكدت مصادر فلسطينية أن الولاياتالمتحدة تعمل حالياً بشكل حثيث لبلورة خطة لدفع عملية السلام مع إسرائيل تجاه حل الدولتين، متوقعة أن تتضح الملامح الأولى لهذه الخطة فى يوليو المقبل، وأضافت أن السلطة الوطنية باتت تلمس إدراكاً أمريكيا لحقيقة استبعدتها الإدارة السابقة كليا، ألا وهى أن حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى من شأنه الإسهام إلى حد كبير فى حل عدد من الإشكاليات الموجودة فى المنطقة سواء فى العراق أو باكستان أو أفغانستان. وفى الوقت الذى استشهد فيه فلسطينى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال مظاهرة ضد الجدار العنصرى فى قرية نعلين، غرب رام الله، تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين حركتى التحرير الفلسطينى (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) باعتقال نشطاء الفصيلين بالتبادل فى غزة والضفة، وقالت «فتح» إن «حماس» تشن منذ يومين حملات اعتقال واسعة ضد عناصرها فى القطاع على خلفية اشتباكات قلقيلية، بينما اتهمت الأخيرة الأجهزة الأمنية الوطنية، التابعة ل «فتح»، بمواصلة حملة اعتقالاتها ضد عناصرها، الذين قالت إنه تم اعتقال 6 منهم فى مدن نابلس وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية، كما اتهمت حماس الأجهزة الأمنية بمنع المواطنين فى قلقيلية من تقديم العزاء فى قتلى كتائب القسام، الذين راحوا ضحية الاشتباكات الأسبوع الماضى. من جانبها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامى، على لسان القيادى نافذ عزام، أنها تجرى اتصالات مع قيادة «فتح» بغرض إنهاء التوتر الحاصل فى الضفة الغربية وتطويق الأزمة الداخلية، ودعا عزام «فتح» إلى إنهاء قضية اعتقال وملاحقة النشطاء من كل الفصائل الفلسطينية فى الضفة الغربية على الفور، معتبرا أنها حملة «غير مبررة»، مؤكدا أن «الخطر الحقيقى على الأمن والاستقرار هو جيش الاحتلال الإسرائيلى، كما أن التضييق على المجاهدين لا يخدم السلطة الفلسطينية».