أكد الدكتور عماد جاد، الخبير فى الإسرائيليات بمركز الأهرام السياسية والاستراتيجية، أن خطاب أوباما كان «متوازنا» فى طرحه للقضية الفلسطينية والإسرائيلية، وقال «لو لم يؤكد أوباما على العلاقة الوثيقة مع إسرائيل ومعاناتهم فى الهولوكست لما صدقناه لأن الدعم الأمريكى لإسرائيل أمر مؤسسى لا يرتبط برئيس بعينه». وأشار جاد إلى أن أوباما جمع أفكاراً «متناثرة» حول السلام فى خطابه، بدءاً من مسألة «حل الدولتين» و«اختيار القدسالشرقية» عاصمة لفلسطين، فضلاً عن طرح مسألة تدويل الأماكن المقدسة وهو أمر «مرفوض تماماً» من قبل المجتمع الإسرائيلى. وقال خبير الإسرائيليات إن أوباما سيكون «ضحية المتطرفين» من الدوائر المتشددة واليمينية بسبب خطابه، مشيراً إلى انتقاد «حماس» لحديثه عن أهمية اعترافها بإسرائيل واتفاقيات السلام المبرمة معها ومنها أوسلوا، فضلاً عن اليمين اليمين الإسرائيلى الذى اتهمه ب«معاداة السامية»، لأنه يرفض توسيع المستوطنات ويطالب بوقف بنائها، بالإضافة إلى انتقاد اليمين الأمريكى له لأنه «لم يعط مشكلة الديمقراطية وحقوق الإنسان حقها». وأشار إلى أنه «أول» رئيس أمريكى يتكلم عن معاناة الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقدم رؤية «عملية» قائمة على حلول وسط للتسوية، مؤكداً أن خطابه كان مجرد بداية لوضع الأفكار وأنه يحتاج إلى مساندة العالم العربى لينفذ خطته بعدما وصف المبادرة العربية للسلام بأنها «بداية» وليست نهاية. وعن استعانة أوباما بقصة «الإسراء والمعراج» قال عماد إن أوباما ذكر القصة ليكسب تعاطف الفلسطينيين والإسرائيليين والمسيحيين حول قضية القدس، فهو يعلم أنه يحدث العالم الإسلامى، لذا عليه أن يقتبس من قصصه. وأضاف أن « قصة الإسراء» دون غيرها تحمل التكامل بين الأنبياء الثلاثة أصحاب الديانات الإسلام والمسيحية واليهودية، مما يجعل خطابه موجهاً لهذه الفئات الثلاث، ولأماكنها المقدسة الموجودة فى فلسطين.