فى الوقت الذى تمكنت فيه 4 كويتيات من انتزاع مقاعد برلمانية فى انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، ووصل عدد النساء فى مجلس الشعب السورى إلى 31 من أصل250، فيما تنعم العراقيات بحصة ال 25% فى البرلمان بحسب القانون العراقي، يبدو أن المرأة اللبنانية لم تعتد حتى الآن الوصول إلى المجلس النيابى إلا ب«ثياب الحداد» أو من خلال عباءة رجل، وذلك فى بلد يعتبر نفسه رائداًَ فى مجال حقوق المرأة فى المنطقة. فعلى الرغم من أن أعداد النساء اللاتى يملكن حق الانتخاب يزيد عن عدد الرجال، فإنهن يبقين خارج «حلبة المصارعة الانتخابية»، إذ تستعد نحو 12مرشحة فقط من أصل 587 مرشحاً، لخوض الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقررة غدا، أى ما يعادل نسبة 2% فقط من مجموع المرشحين. وتكاد فرص الفوز بمقاعد فى البرلمان المكون من 128مقعداً، تقتصر على 4مرشحات فقط هن ستريدا جعجع، زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبهية الحريرى شقيقة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى (من الأكثرية) وجيلبرت زوين ابنة النائب السابق من المعارضة موريس زوين. أما الرابعة فهى المرشحة الشابة نائلة تويني، ابنة النائب والصحفى جبران توينى الذى اغتيل فى 2006، والتى تدعم ترشيحها كذلك الأكثرية، وهى تعد أصغر مرشحة للانتخابات البرلمانية اللبنانية، حيث أنها تبلغ من العمر 26 عاماً. وامتنعت النائبتان الحاليتان نائلة معوض وصولانج الجميل عن الترشح فى هذه الدورة لإفساح المجال لابنيهما ميشال معوض ونديم الجميل. وفى الوقت الذى تشهد فيه الدول المجاورة ارتفاعاً سريعاً فى مشاركة النساء فى العمل السياسى، ترى أستاذة علم الاجتماع فى الجامعة اللبنانية فهمية شرف الدين أن المجتمع اللبنانى «ذكورى»، مضيفة «تطلب منا الأمر 50عاماً لنصل إلى نسبة 4.7% من التمثيل النسائى فى البرلمان، ولا يمكننى أن أتخيل كم من الوقت سنستغرق للوصول إلى المساواة». وفى حين يبلغ عدد الإناث مليونا و606 آلاف و781 ناخبة، يصل عدد الناخبين الذكور مليونا و547 ألفا و974 ناخبا، أى أن عدد الناخبات من الإناث يفوق عدد الناخبين من الذكور، وهو ما دفع «التيار الوطنى الحر» إلى استقطاب النساء وحثهن على التصويت من خلال إعلان يحمل شعار «كونى جميلة وانتخبى»، وهو ما أثار ردود فعل متضاربة بين المجتمع النسائي، ففى حين رأت بعض اللبنانيات أن الإعلان يمثل استخفافاً بالمرأة وتمييزاً بينها وبين الرجل، اعتبرته أخريات لفتة مميزة تجاه «فئة مؤثرة فى المجتمع اللبنانى»، بينما برر التيار الوطنى مضمون إعلانه بتركيزه على المرأة كصاحبة قرار شخصى. وترى الدكتورة أمان كبارة شعرانى رئيسة «المجلس النسائى اللبنانى» أن هذا الاهتمام بالناخبات من قبل الحملة «لا يقابله اهتمام مماثل بالمرأة المترشحة التى يقتصر دخولها البرلمان على اعتبارات وراثية»، موضحة أن حظوظ المرأة فى لعب أدوار سياسية مهمة متواضعة، وأشارت فى هذا الصدد إلى أن المرأة اللبنانية لم تشغل قط أياً من مقاعد الرئاسيات ال3 الكبرى فى الدولة حتى الآن (وهى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب) فضلا عن وجود صعوبات بالغة تواجهها فى دخول البرلمان معتمدة على نفسها ومؤهلاتها السياسية. وعن العوامل التى تحول دون مشاركة فاعلة للمرأة فى الحياة النيابية، قال شعرانى لموقع «إسلام أون لاين» الإلكترونى، إنه غالباً ما يرتبط اجتياز النساء لعتبات المجلس النيابى برجال أصحاب نفوذ، فإما تنتخب المرأة بعد مقتل زوجها (مثل نهاد سعيد، نايلة معوض، صولانج الجميل) أو سجنه (ستريدا جعجع)، أو تفوز بسبب تبنى أحد الأحزاب الكبرى لترشيحها (مثل بهية الحريرى وغنوة جلول).