تكشف «المصرى اليوم» عن التفاصيل الكاملة لاكتشاف أول حالة مصابة بفيروس «A H1N1» أنفلونزا الخنازير فى مصر، وهى للطفلة المصرية «مريم» التى تحمل الجنسية الأمريكية، منذ دخولها مصر وحتى احتجازها بالمستشفى الموجودة فيه حاليا لتلقى علاجها. وصلت الطفلة «مريم عصام فوزى - 12 سنة» وبصحبتها والدتها السيدة «هناء عبدالرحمن على - 42 سنة» إلى مطار القاهرة الدولى صالة الوصول (رقم 3) فى الساعة الثالثة تقريبا فجر يوم الاثنين 1/6/2009 على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهولندية (KLM)، لقضاء إجازة الصيف بمصر، حيث كان محددا لهما الذهاب مباشرة إلى مسقط رأس العائلة فى كفر شبين بمركز شبين القناطر فى محافظة القليوبية، غير أن الأحداث لم تمض بسلام، كما كان محدداً لها، فبمجرد نزول «هناء» وبصحبتها ابنتها «مريم» من على متن الطائرة، تم عرضهما وجميع الركاب الآخرين على أجهزة الماسح الحرارى، وهو الإجراء المتبع حاليا للكشف عن ارتفاع درجات الحرارة للقادمين من الخارج، وذلك منذ تفشى وباء أنفلونزا الخنازير فى العالم، حيث تم تعميمه فى معظم منافذ الجمهورية. وأمام جهاز الماسح الحرارى، قامت الطفلة «مريم» بالمرور ووراءها والدتها «هناء» من أمام الجهاز الذى أعطى على الفور إِشارة ضوئية وصوت تنبيه ضعيفا، وذلك فى حالة ارتفاع درجة حرارة الشخص إلى أكثر من 37 درجة مئوية، ولاحظ أطباء الحجر الصحى أن الجهاز سجل درجة حرارة «مريم» 39.5 درجة مئوية، فى حين لم يسجل أى ارتفاع فى درجة حرارة الأم، فتم على الفور نقل الاثنتين إلى العزل فى الحجر الصحى بالمطار، حيث تم سؤال الأم عن حالة ابنتها، وعن حالتها الصحية، فقالت هناء ل «أطباء الحجر الصحى»، إنهما قادمتان من الولاياتالمتحدة، عن طريق «الترانزيت» فى مطار أمستردام الدولى، وأضافت أن ابنتها تعانى سخونة ورشحا منذ يوم الجمعة الماضى أى قبل سفرها على الطائرة من الولاياتالمتحدة بيومين تقريبا. بعدها تم أخذ عينات من «هناء» و«مريم» عن طريق الحلق والأنف، ثم قرر المدير المناوب بالحجر الصحى، تحويلهما على الفور إلى مستشفى حميات العباسية، وهو إجراء تقليدى أيضا يتم اتباعه مع أى حالات مشتبه فى إصابتها بالفيروس وذلك منذ تفشى أنفلونزا الخنازير فى عدد من دول العالم، كما يطبق على الحالات المشتبه فى إصابتها بأنفلونزا الطيور، وتم نقل «مريم» وبصحبتها «هناء» فى سيارة مجهزة إلى المستشفى الذى وصلتا إليه فى تمام الساعة الخامسة والربع من فجر اليوم نفسه (الاثنين الماضى)، وتم تسليمهما بالمنافستو الخاص بالحجر الصحى بالمطار، بعدها مباشرة تم إدخالهما إلى قسم الحجر الصحى بالمستشفى، لإعطائهما العقار اللازم «التاميفلو»، وذلك انتظارا لظهور نتائج العينة من المعامل المركزية بوزارة الصحة، والتى تستغرق فى ظهورها أكثر من 6 ساعات كاملة ، وقام أطباء النوبتجية بالمستشفى بجهد كبير فى سبيل السيطرة على الحالة، حيث تم وضعهما تحت الملاحظة الدقيقة، وتم إعطاؤهما عدة جرعات من عقار «التاميفلو» والمضادات الحيوية الأخرى، وظلت الأم وابنتها فى القسم تحت الملاحظة اللصيقة من الأطباء والتمريض. وفى الساعة الحادية عشرة تقريبا من ظهر يوم الاثنين، ظهرت نتائج المعامل المركزية، لتؤكد إيجابية العينة المأخوذة من «مريم»، وكانت المفاجأة أن العينة المأخوذة من الأم «هناء» سلبية النتائج، وهى غير سليمة تماما، ولا تعانى من أعراض إطلاقا رغم أنها كانت لصيقة الصلة بابنتها طوال الرحلة من الولاياتالمتحدة إلى القاهرة، مرورا بأمستردام، بعدها حضر إلى المستشفى على الفور مسؤولو وزارة الصحة على أعلى المستويات فى حوالى الساعة الثانية عشرة ظهر الاثنين، حيث حضر الدكتور نصر السيد، مساعد وزير الصحة للطب الوقائى، والدكتور عمرو قنديل، مدير عام الطب الوقائى بالوزارة، والدكتورة نيبال، مدير مديرية الصحة بالقاهرة، وتم إبلاغ الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، بتطورات الحالة، فى أثناء ذلك تم أخذ عينة أخرى من الطفلة ووالدتها، لإرسالها إلى «معمل مرجعى» وهو من المعامل التابعة لسلاح البحرية الأمريكية (النامرو 3) الموجود بالعباسية، والذى أكد أيضا إصابة الطفلة «مريم»، فى حين أكد المعمل عدم إصابة الأم وكانت نتائجها سلبية، وتم إدخال الطفلة برفقة والدتها إلى قسم أكثر عزلا بالمستشفى وهو قسم (رقم 2) والموجود فى آخر المستشفى، حيث لا يتم السماح لدخول أحد بخلاف الفريق الطبى فقط، الذى يدخل وهو فى أتم الاستعدادات الوقائية، وترقد الأم «هناء» حاليا إلى جوار ابنتها فى نفس القسم، كمرافق لها، حيث لا خوف من إصابتها خصوصا أنها تأخذ أيضا العلاج اللازم، وأمس الأول الثلاثاء، عقد مسؤولو الوزارة اجتماعا مع مدير المستشفى الدكتور عماد الهاشمى للتأكيد على الإجراءات المتبعة فى مثل هذه الحالات، كما عقد المدير اجتماعات مع الأطباء أيضا لنفس الغرض، مع التشديد على عدم إثارة الأمر حتى لا يصاب نزلاء المستشفى والمترددون عليه بالذعر، خصوصا أن المستشفى كبير ويستطيع التعامل مع مثل هذا الظروف الطارئة، كما أنه أثبت نجاحه فى التعامل مع حالات أنفلونزا الطيور. ودعا الدكتور عبدالرحمن شاهين إلى مؤتمر صحفى بشكل عاجل فى الساعة الرابعة من مساء الثلاثاء، حضره الوزير «الجبلى»، الذى أعلن عن أول حالة إصابة بالمرض فى مصر.