جريدة «فارايتى» الأمريكية هى أقدم صحف السينما اليومية فى العالم (تصدر منذ عام 1905)، وأكثرها شهرة وتأثيراً. وقد كان قرار إدارة التحرير بأن يتولى الصحفى اللبنانى على جعفر، تغطية منطقة الشرق الأوسط، كما يطلقون علينا، قراراً صائباً، لكفاءته العالية من ناحية، ومعرفته باللغة العربية إلى جانب الإنجليزية من ناحية أخرى، وعندما عرفته عن قرب لمست أيضاً تمتعه بخلق دمث، ونزاهة فى السلوك. وفى عدد «فارايتى» الأسبوعى الذى يصدر كل اثنين وأشترك فيه منذ عام 1980 الصادر فى 18 مايو، الذى يسمى «منتصف كان»، ويوزع فى المهرجان مع النشرة اليومية لنفس الجريدة، كتب على جعفر، من مقره فى لندن، مقالاً على صفحة كاملة عن السينما العربية بمناسبة عرض الفيلم الأمريكى «أمريكا» إخراج شيرين دعبس فى برنامج «نصف شهر المخرجين» فى مهرجان «كان»، قال فيه إن هناك موجة جديدة من صناع الأفلام العرب الموهوبين الذين أخرجوا أفلامهم الطويلة الأولى فى الشهور القليلة الماضية يلفتون أنظار هوليوود. إلى جانب الأمريكية الفلسطينية شيرين دعبس، ذكر على جعفر الفلسطينيتين آن مارى جاسر (ملح هذا البحر) ونجوى نجار (المر والرمان)، والأردنى أمين مطالعة (كابتن أبو رائد)، والإماراتى على مصطفى، واللبنانى شادى زين الدين والمغربى هشام عيوش، وقال إنهم ما بين إتمام أفلامهم الطويلة الأولى، أو على وشك إتمامها فى وقت قريب. ويرى الكاتب أن أغلب هؤلاء شبوا فى ظل الحروب الأهلية والصراعات السياسية فى بلادهم، ولكنهم يرون المستقبل فى مزيد من التفاهم بين الشرق والغرب. وقد وقّع شادى زين الدين (السقوط من الأرض) عقداً مع ديزنى لإخراج «آخر الحكائين» عن التراث الشعبى العربى الثرى، ووقع هشام عيوش مع فوكس لإخراج أول فيلم ناطق بالعربية من إنتاج الشركة بعنوان «صامبا»، ويشير جعفر إلى أن هذا الأمر يعود إلى رغبة المنتجين فى هوليوود فى تضييق الفجوة بين الشرق والغرب، فى عالم ما بعد 11 سبتمبر، وإلى أن العديد من السينمائيين العرب المذكورين يتحركون منذ شبابهم المبكر بين بلادهم العربية والبلاد الغربية فى أوروبا وأمريكا. وقال جعفر فى مقاله إن شبكة «شوتايم» العربية وشبكة «روتانا»، ساهمتا فى إنتاج فيلم شيرين دعبس بشراء الحقوق مقدماً، كما ساهمت شبكة «إيه آر تى»، من خلال شركة «صنى لاند» فى إنتاج «سكر بنات» للمخرجة اللبنانية نادين لبكى، الذى تكلف مليوناً ونصف المليون دولار، وحقق فى العالم أكثر من عشرة ملايين دولار، ويختتم الكاتب مقاله بتصريح من عيوش يقول فيه «هيا نصنع ثورة فى بلادنا عن طريق صنع أفلام جميلة». [email protected]