أكد تقرير أصدرته مؤسسة بيت الحكمة للدراسات الاستراتيجية، أن إدارة الدولة من الناحية الاقتصادية جاءت «مشوشة» إلى حد بعيد، سواء كان بسبب الاضطربات والضغوط المتزايدة لصالح المطالب الفئوية من جانب، أو بسبب عدم وجود خطة متكاملة واضحة المعالم للتنمية الاقتصادية في مصر من ناحية أخرى. وأشار التقرير الذي يتناول الأزمة الاقتصادية في مصر أن عجز الموازنة العامة في مصر خلال الخمسة أشهر الأولى من العام المالي 2012/ 2013، بلغ حوالي 81 مليار جنيه مصري، وهي زيادة غير مسبوقة منذ عشرات السنوات في مصر. وأوضح التقرير أن الدولة استمرت على تثبيت سعر الصرف عنوة، باعتباره وسيلة الدولة الوحيدة للتحكم في معدل التضخم، أدى إلى تضخم الحسابين التجاري والجاري في ميزان المدفوعات، ليبلغا مستويات لم تبلغها مصر منذ سنوات، حيث تخطى عجز الميزان التجاري حاجز ال 8 مليار دولار في المدي ربع السنوي، وهو ما يعني استنفاذ الموارد التي تسهم في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي. وأضاف التقرير أن اهتزازات القرار السياسي أدت إلى فرار رؤؤس الأموال قصيرة الأجل التي جذبتها أسعار الفائدة المرتفعة في سوق الأوراق المالية والسوق المصرفي المصري. وتوقع التقرير أن تدخل مصر في مرحلة من الركود التضخمي تبدأ بتضخم مدفوع بأزمة في العملة الأجنبية، وانهيار في قيمة العملة المحلية والذي سيأتي مصحوبا بارتفار أسعار الفائدة لتمويل عجز الموازنة عالي المخاطر، ومصحوبا أيضا بارتفاع في تكلفة الإنتاج. وشدد التقرير أن محاولات التمسك بتثبيت سعر الصرف، يزيد من ارتباط أزمة العملة بأزمة مصرفية عند وقوع التخفيض الحتمي في قيمة العملة نتيجة تصاعد الشكوك حول قدرة البنك المركزي في الوفاء بدوره كمقرض أخير للبنوك.