قالت مصادر مطلعة إن السبب الحقیقي وراء إرجاء دعوة الحوار التي وجھھا الفریق أول عبد الفتاح السیسي، وزیر الدفاع، للقوى السیاسیة، یعود إلى «ضغوط مارستھا مؤسسة الرئاسة والرئیس محمد مرسي على الجیش لإلغاء الحوار، الذي كان مقررا عقده، الأربعاء الماضي، وذلك بسبب رفض جماعة الإخوان المسلمین وحزبھا (الحریة والعدالة) حضور اللقاء، باعتبار أن الدعوة تشكل تدخلا من الجیش في الحیاة السیاسیة، رغم نفي الأخیرة علاقتھ بالأمر». وقالت المصادر، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن «الحوار لم یتم إرجاؤه، بل تم إلغاؤه عملیا، وإن هذا الإلغاء بمثابة إهانة كبیرة لكل المصریین، الذین یقدرون دور القوات المسلحة ووطنیتھا، ورغبتھا الصادقة في الحفاظ على وحدة المجتمع ولم شمل كل الأطیاف السیاسیة دون انحیاز». في المقابل، قال الدكتور جمال حشمت، عضو الھیئة العلیا لحزب الحریة والعدالة: «إن الحزب أول من استجاب لدعوة وزیر الدفاع (للاجتماع الإنساني) الذي یربط بین أبناء العائلة الواحدة، ولم یكن هناك مانع في الحضور وسبب التأجیل یُسأل عنھ وزیر الدفاع»، مؤكدا أنھ لم یكن ل«الحریة والعدالة» ولا جماعة الإخوان المسلمین أي دخل في الدعوة ولا تأجیلھا. وأشار «حشمت» في تصریح لھ على الموقع الرسمي للحزب، إلى أن «عددا من القوى السیاسیة یردد أن الإخوان هم الذین قاموا بتأجیل الحوار لیقول للشعب إن الإخوان هم الذین یسیرون أمر البلاد وإن المرشد یتدخل في شؤون مؤسسة الرئاسة وهذا عار تماما عن الصحة، ومن یدعون ذلك علیھم أن یثبتوا»، موضحا أن «البعض یرید أن یھین ویحرج مؤسسة الرئاسة بالإشاعات والأكاذیب الملفقة». وكانت مؤسسة الرئاسة قد نفت على لسان المتحدث الرسمي باسمھا الدكتور یاسر علي، وجود أي ضغوط من قبل رئاسة الجمھوریة على القوات المسلحة، لإلغاء حوار القوى الوطنیة.