وكيل مؤسسى حزب الدستور: نقل مظاهرة الإسلاميين لا يمنع استمرار الاحتقان (حوار)

أعلن أحمد دراج، وكيل مؤسسى حزب الدستور، أن القوى السياسية والحزبية وجميع أعضائها ستعتصم فى ميدان التحرير، ويتقدمها جميع قيادات هذه القوى، وقوفاً أمام استعراض ممثلى تيار الإسلام السياسى.
وأضاف «دراج»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أن قرار تيار الإسلام السياسى تنظيم مظاهرة، السبت، أمام تمثال نهضة مصر، بعد تهديدهم فى السابق بتنظيم هذه المظاهرة فى ميدان التحرير، سيقلل من فرص الاحتكاك بين الجانبين إلا أنه لا يمنع استمرار الاحتقان أو محاولة بعض المتهورين اقتحام الميدان.
وإلى نص الحوار..
■ كيف ترى دعوة تيار الإسلام السياسى للتظاهر اليوم؟
- إنها دعوة تدل على أن هؤلاء الناس ليس لهم من الإسلام شىء، فهى دعوة للاقتتال والاحتراق الداخلى، فالشريعة التى يتشدقون بها تقول إن الضرورات الخمس أولاها حفظ الروح والمال والعقل فأين هم من ذلك، إنهم يتحدثون عن الشريعة لخداع الناس.
■ ولماذا لا يكون هدفهم الفعلى حماية الشريعة؟
- إن عنوان مظاهراتهم حماية الشرعية والشريعة، ما علاقة الشرعية بالشريعة؟!، إنهم لا يطبقون الشريعة ولا ينفذونها، ولا يصونون حرمة الإنسان المسلم، ثم إنه فى السُّنة النبوية ويقول الحديث: «آية المنافق ثلاث إذا تحدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»، وكل هذه الصفات تحققت فى تيار الإسلام السياسى حتى فى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، لأنه حنث بوعده وقسمه على احترام الدستور والقانون، ثم يخرج علينا نائب الرئيس ويقول إن «مرسى» سيصوم 3 أيام كفارة، كيف يتم هذا فى إدارة الدولة؟!
■ وما الذى يمكن أن يحدث خلال مظاهرة الإسلاميين؟
- إن نزولهم أمام حديقة الحيوان وتمثال نهضة مصر لا شك سيقلل من إمكانية الاحتكاك مع القوى المدنية، لكنه فى الوقت نفسه لن يستبعد إمكانية الاحتكاك الذى سيؤدى إلى إراقة الدماء فى هذه الحالة، لأن المتواجدين فى ميدان التحرير، منذ أسبوع، يدافعون عن حقهم وعن أنفسهم بالشكل السلمى وعن آرائهم، وهم أصحاب الحق الأصلى للتعبير عن آرائهم باعتبارهم فى المعارضة، أما من هم فى السلطة فلديهم أدوات متعددة لتنفيذ رغباتهم وأهوائهم. إن المعتصمين يعلمون أن الإسلاميين جاءوا لسفك دماء من يرفضون الإعلان الدستورى الذى يهدد السلطة القضائية ويحولنا من دولة إلى غابة.
■ هل سيترك المعتصمون ميدان التحرير؟
- المعتصمون لن يتركوا حقوقهم الشرعية، وهى حقوق لا يمكن التنازل عنها، هو السبب وراء تمسكهم بإلغاء الإعلان الدستورى، فلا يمكن أن يلغى «مرسى» حقاً من حقوق الشعب وهو حق التقاضى وإلا سنتحول إلى حرب أهلية، لأن حق المواطن فى التقاضى لأن يفرط فيه، ووجود السلطة القضائية الطبيعية أمر ضرورى ليحتكم إليها الجميع، وليس سلطة قضائية إخوانية تسيّر القضاء وفق الهوى، لأن دولة الظلم التى يريد الإخوان تأسيسها ستسقط عند أول نقطة احتكاك مع الشعب.
■ ولماذا يتظاهر الإسلاميون من الأساس؟
- يتظاهرون لإرهاب القوى المدنية ولأنهم شعروا بحجم الرافضين للإعلان الدستورى، ولذلك يريدون أن يفعلوا مثلما فعل نظام مبارك من خلال استخدام النفوذ والبلطجة فى رفض مطالب الشعب المصرى، فالإسلاميون «صدعوا رؤوسنا» بالحق والعدل وحقوق الشهداء هم فى الحقيقة يؤسسون لدولة الظلم وأهدروا حقوق الشهداء بل وسقط فى عهدهم الشهداء أيضاً.
■ ماذا ستفعل القوى المدنية فى مليونية اليوم؟
- جميع القوى السياسية المدنية الوطنية بجميع أعضائها سوف تتظاهر اليوم وتعتصم فى ميدان التحرير، وهذا الاعتصام سيتقدمه قيادات القوى السياسية كاملة، وسنحشد لذلك، كما سندعو جميع القنوات الفضائية، المحلية والعالمية، لتسجيل العار الذى سيلحق بالتيار المتأسلم إذا فكر أحدهم فى مهاجمة ميدان التحرير، فعلى الرغم من تظاهرهم أمام حديقة الحيوان فإن هناك متهورين منهم قد يفكرون فى دخول الميدان.
■ فى رأيك لماذا تتمسك هذه القوى بالتظاهر؟
- إنه أمر يدل على رغبتهم فى سفك الدماء، لأنهم متطرفون وليسوا وسطيين كما يدعون، ولأنهم يريدون فرض سلطة الأمر الواقع على المخالفين لهم فى الرأى، وهم فى الواقع لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم وإنما يسيرون وفق رأى من يفكرون لهم فى مكتب الإرشاد، ولو تجرأ فرد منهم على التفكير لحظة واحدة لأدرك أنهم يسيرون فى الطريق الخاطئ ولتراجع فورا عن الانقياد الأعمى وراء قياداتهم.
■ بماذا تنصح تيار الإسلام السياسى؟
- إذا كان من الضرورى أن تستعرضوا عضلاتكم بالحشد لتأييد إعلان دستورى ظالم، فعليكم أن تبتعدوا تماما عن القاهرة حقنا للدماء، ولأنكم تحتشدون من أماكن متفرقة من البلاد فلتكن تظاهراتكم فى أماكن تواجدكم أو فى أى محافظة أخرى.
■ تتردد أنباء عن أن مرسى سوف يعلن الاستفتاء على الدستور اليوم.. ما رأيك؟
- إذا طرح رئيس الجمهورية الدستور للاستفتاء فى الوقت الذى لم يناقشه الشعب أو يعلم مواده بالإضافة إلى أن كل يوم تتم فيه إضافة مواد جديدة له، سيكون هذا الدستور نوعا من التدليس والكذب السياسى والاستغفال للشعب المصرى.
■ ماذا يمكن أن يحدث لو تم الاعتداء على المعتصمين؟
- إننا ندعو الشعب المصرى إلى أنه إذا تم الاعتداء على معتصمى ميدان التحرير من قوى الإسلام السياسى، أن يشكل الشعب لجاناً شعبية لمقاومة الإرهاب الذى ستحدثه قوى الإسلام السياسى والذى يمكن أن يتطور.. إننا نطلق الدعوة خوفاً على الآمنين فى منازلهم.