شدد الرئيس حسنى مبارك على ضرورة ضبط النفس فى تقييم علاقات مصر الخارجية، وقال الرئيس خلال كلمته أمام الاجتماع المشترك لمجلسى الشعب والشورى فى افتتاح الدورة البرلمانية، إن مصر تقيم علاقاتها على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأمام صياح النواب وانفعالاتهم مع هذه الكلمات تجاوز الرئيس مبارك النص المكتوب وقال: «مش عايزين ننفعل بسرعة.. أنا أنفعل لكننى أمسك نفسى»، وعندما رفع عدد من النواب علم مصر مكتوباً عليه عبارة «كرامة مصر»، قال الرئيس «إن كرامة المصريين من كرامة مصر، وإن رعاية مواطنينا فى الخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم، أو المساس بكرامتهم»، وصفق النواب طويلاً بعد هذه الكلمات، وعندما طالبوا الرئيس بتكرار الكلمات، عقب ضاحكاً: «أم كلثوم هى التى تكرر الكلمات ولسنا نحن». وواصل الرئيس: «إن ترك مصر فى محيطها الإقليمى والدولى يرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤيتنا لهذا المستقبل الذى نحلم به ونسعى إليه، كما يرتبط بتعاملنا اليومى مع تحديات منطقتنا والعالم من حولنا وصلته بأمن مصر القومى والمصالح العليا للوطن». وأعرب مبارك عن أسفه من الوضع العربى الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر، كما حذر إيران من التدخل فى الشأن العربى، وقال: «لن نتردد فى اتخاذ مواقف تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار، وتحمى أمن مصر القومى فى صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط بوجه عام». وفى سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، قال الرئيس مبارك إن هذه القضية لها أولوية رئيسية فى السياسة الخارجية المصرية، وأضاف: «أقول بعبارات لا تحتمل اللبس إن إسرائيل تقوض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس، وحفرياتها فى محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين فى الحرم الشريف»، وأضاف محذراً: «أقول لقادتها (قادة إسرائيل) إنكم تضعون عقبات جديدة فى طريق السلام.. بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية، واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائى»، وطالب مبارك إسرائيل بوقف ممارساتها فى الضفة الغربية، ورفع الحصار عن غزة، واختتم هذه الفقرة قائلاً: «كفاكم تعنتاً ومراوغة.. وامتثلوا لنداء السلام». وفى سياق آخر، أعرب مبارك عن استعداد مصر لدعم كل جهد صادق يوقف الاستيطان بالأراضى المحتلة بما فى ذلك القدسالشرقية، واستئناف المفاوضات من حيث انتهت الحكومة الإسرائيلية السابقة، وفق إطار زمنى محدد وضمانات واضحة وفق مرجعيات السلام السابقة للوصول للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار مبارك إلى أن مصر لم تفقد الأمل فى إنهاء الانقسام الفلسطينى كمتطلب ضرورى للدفاع عن قضيتهم. وفى عبارات اختتم بها مبارك كلمته واعتبرها عدد من نواب المعارضة نهجاً جديداً فى التعامل مع قوى المعارضة، قال مبارك: «إننى كرئيس لكل المصريين أؤمن بأننا جميعاً فى خندق واحد ندافع عن القيم والمصالح المشتركة لشعبنا، وتجمعنا وحدة الهدف والمصير، وأننى أمد يدى لكل مصرى ومصرية لنعمل يداً بيد من أجل الوطن». لقطات من الجلسة الافتتاحية للبرلمان ■ غابت السيدة سوزان مبارك، حرم رئيس الجمهورية، عن حضور خطاب الرئيس، ولم تحضر زوجات كبار المسؤولين اللاتى كن يرافقنها فى الشرفات العلوية كل عام. ■ حضر جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، بصحبة اللواء عمر سليمان، وجلسا معاً أثناء الخطاب. ■ جلس الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين، فى شرفة الصحافة بجوار المحررين البرلمانيين، وقال لهم: «جلوسى بينكم شرف لى». ■ جلس رئيسا الوزراء السابقان الدكتور عاطف عبيد والدكتور على لطفى بجوار رئيس الوزراء الحالى الدكتور أحمد نظيف فى الصف الأول، ولم يحضر الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق. ■غاب أيضا من الوزراء المهندس أحمد المغربى، وزير الإسكان، والمهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة. ■ تسبب النائب أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، فى إحراج النائب منصور عامر، عندما طالبه «علانية» بترك المقاعد المخصصة لرؤساء الهيئات البرلمانية والجلوس مع النواب فى مؤخرة القاعة، ولم يستجب عامر بسهولة إلا بعد مناشدة عدد من النواب له تنفيذ الأمر. ■ عقب انتهاء الرئيس من خطابه انتظر النواب الأقباط البابا شنودة لالتقاط الصور التذكارية معه، وعندما حضر الكاتب مكرم محمد أحمد لتحية البابا، علقت النائبة جورجيت قلينى: «الأستاذ مكرم نقيب سيدنا»، فى إشارة إلى عضوية قداسة البابا فى نقابة الصحفيين. ■ التف عدد كبير من النواب حول الكابتن سمير زاهر، عضو مجلس الشورى، رئيس اتحاد الكرة، للحديث حول أحداث مباراة مصر والجزائر فى السودان، وتساءل النواب عن أسباب اختيار السودان لإقامة المباراة. وقال زاهر: «لم نتوقع أن يصل العنف بالجزائريين لهذه الدرجة». ■ سمير زاهر أكد استمرار حسن شحاتة، مديراً فنياً للمنتخب، حتى انتهاء مباريات البطولة الأفريقية المقبلة فى أنجولا. ■ توجه الرئيس مبارك، عقب انتهائه من إلقاء خطاب افتتاح الدورة البرلمانية بصحبة صفوت الشريف، لافتتاح تجديدات مجلس الشورى، وعقد الرئيس اجتماعاً مع أعضاء اللجنة العامة.