قدم زكى ورأس متعب أعادا الأمل من جديد، وأسعدا 80 مليون مصرى وأجلا التأهل إلى موقعة الغد فى السودان، وفى الوقت نفسه هدت العزيمة والغرور الجزائرى بعد أن استجاب الله عز وجل لدعاء الملايين من الغلابة والمحرومين الذين تحملوا الكثير من سخافات وهجمات بعض الموتورين والمتعصبين والحاقدين والذين دخلوا فى حرب كلامية كادت أن تؤثر على علاقة البلدين الشقيقين. مبروك للمعلم حسن شحاتة الذى بدأ بتشكيل مفاجئ أربك سعدان فأشرك المحمدى وأحمد فتحى على حساب بركات ومتعب، وبعد السيطرة على مجريات الشوط الأول خاصة العشر دقائق الأولى النموذجية التى أحرزنا خلالها هدفا وأضعنا آخر، بعدها نجح الجزائريون فى العودة إلى المباراة من خلال تهدئة الإيقاع والضغط المستمر، والذى أسفر عن إهدار هدف مؤكد قبل نهاية الشوط الأول من خطأ لعصام الحضرى، وعندما شعر شحاتة بعجز الاختراق الهجومى والتمريرات الخاطئة والاعتماد على الكرات العالية داخل المنطقة وخطورة الهجمات المرتدة التى أنقذ الحضرى من إحداها هدفاً مؤكداً وميل الجزائر للدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة وأخطاء تغييرات سعدان مما دفع المعلم إلى الزج بالثلاثى بركات ومتعب وأحمد عيد على حساب حمص وزكى وزيدان حتى جاءت الدقيقة الأخيرة لتتحول فرحة المنتخب الأخضر إلى مأساة برأس متعب الذهبية. مبروك لأبطال مصر الذين تحملوا الكثير من الضغوط النفسية والعصبية والشحن المعنوى والمسؤولية الرهيبة والهجوم الشرس الذى تعرضوا له من مهاويس الجزائر وهو ما كان له أثر كبير على أدائهم خاصة أبوتريكة وحمص، أما الباقين فكانوا على مستوى المسؤولية خاصة الأحمدين حسن وفتحى ومعوض، والكل يستحق لقب أحسن جيل كروى فى تاريخ المحروسة، وهو ما يجعلنى أكثر تفاؤلاً بالفوز فى المباراة الفاصلة التى يدخلها الفريقان بفرص متساوية بعيدًا عن فارق الأهداف وبعد زيادة الثقة وتضخم الأمل وعودة جمعة وعبدربه وشوقى على عكس منتخب الجزائر الذى سيغيب عنه لوموشيه والحارس جواوى والشكوك فى شفاء الثلاثى حليش وبن يحيى وكريم مطمور، فضلاً عن افتقاد الثقة والأمل بعد أن كانوا على بُعد خطوة واحدة من التأهل، وفى اللحظات الأخيرة تبددت أحلامهم برأس متعب الذهبية. درجات اللاعبين الحضرى 7.5، معوض 8، هانى سعيد 6، السقا 6.5، أحمد فتحى 7، أحمد حسن 8.5، حمص 5.5 (بركات 7) أبوتريكة 5.5، زيدان 5.5 (أحمد عيد 6.5) عمرو زكى 6، (عماد متعب 7.5) حسن شحاتة 8، رابح سعدان 4، الحكم جيرار 7. وألف مبروك للجماهير العظيمة على جميع مستوياتها من غنى أو فقير وخفير أو وزير.. مبروك لسلوك شعب متحضر رفض الرد على الاستفزازات الجزائرية المنظمة، ويكفى إلقاء نظرة واحدة على المقصورة لتجد الشخصيات السياسية والوزارية وقد تخلوا عن وقارهم المعروف ودخلوا فى حفلة عناق وقبلات بعيدًا عن المناصب والألقاب.. مبروك لشعب يعشق بلده حوّل المباراة إلى فرح كبير، رافعًا الأعلام التى رفرفت على الشرفات والسيارات، والكل يهتف باسم بلده «مصر.. مصر.. مصر».