فى آخر نصف دقيقة.. حلم المونديال أصبح حقيقة، هذا هو واقع وملخص مباراة الحسم بين المنتخب المصرى ونظيره الجزائرى فى مباراة المرحلة السادسة والأخيرة فى تصفيات المجموعة الثالثة الأفريقية لنهائيات كأس العالم والتى حبس فيها 08 مليون مصرى أنفاسهم حتى الدقيقة 5,59 من عمر المباراة حتى سجل عماد متعب هدف الإنقاذ وهدف الفرصة الأخيرة التى وضعتنا على محطة الملحق وطار ببطاقة التأهل من الجزائريين فى آخر لحظة نزلت عليهم كالصاعقة.. ولو كان بركات سجل الهدف الثالث والذى كان أسهل كثيرا من هدف متعب لكانت القاضية بالنسبة للجزائريين وكنا تأهلنا مباشرة.. ولكن كده رضا والحمدلله. والغريب والحقيقة أنه لو سدد عماد متعب الكرة التى جاء منها الهدف برأسه مائة مرة، بل ألف مرة.. لما دخلت.. ولما عملت بنض وتخطت الحارس متهادية إلى الزاوية اليمنى معلنة فرحة الجماهير.. ولكنها إرادة الله ومشيئته التى أبت إلا أن يفرح جمهور مصر العظيم وأن يكلل الله جهود حسن شحاتة وكتيبته.. والذين فعلوا كل شىء من أجل إسعاد المصريين.. وتحقيق حلم غاب عنا طويلا.. وأيضا إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. وإنه لايأس حتى ولو كانت الدقيقة الأخيرة. هذه دروس المباراة العصيبة والحاسمة.. والتى عشناها أكثر من مائة دقيقة طوال عمر الشوطين.. وافتتحها عمرو زكى بهدف التقدم من الدقيقة الأولى.. وظل كفاح المنتخب مستمرا بحثا عن هدف ثان وثالث والذى لم يتحقق إلا مع الثوانى الأخيرة. * المباراة من البداية كانت عصيبة وكان الله فى عون اللاعبين وكبيرهم شحاتة الذين تحملوا مسئولية إسعاد 08 مليون مصرى ورد الجميل لمؤازرتهم لهم حتى فى أصعب وأحلك اللحظات ونجحوا فى ذلك. لعب شحاته فى البداية وهو ينقص ثلاثة أعمدة أساسية وائل جمعة فى الدفاع.. وللأمانة فقد نجح عبدالظاهر السقا الذى عاد إلى مستواه وأعاد اكتشاف نفسه من جديد فى ملء فراغ جمعة.. وكان أكثر من رائع فى إغلاق منطقة المرمى.. وأيضا غاب عن الفريق اثنان من الأعمدة الأساسيين.. حسنى عبدربه مفتاح السر فى بناء الهجمات.. وإحراز الأهداف القاتلة فى الوقت الصعب.. وأيضا محمد شوقى بلدوزر خط الوسط، وقد كان لغيابهم أثر فى خلخلة خط وسط المنتخب الذى عانى حمص وأحمد حسن كثيرا فى ملئه.. وبذلا مجهودا كبيرا أمام خمسة من لاعبى الجزائر سيطروا على منطقة المناورة بمجهود خرافى.. وهو ما جعل شحاته يلعب بالمحمدى على اليمين من أول المباراة وأمامه أحمد فتحى. * تغيرات شحاته كانت موفقة إلى حد كبير لكن كان الأفضل أن يلعب ببركات فى اليمين أمام أحمد فتحى لفتح ثغرات فى الجانب الأيمن ومع ذلك فقد تحسن أداء المحمدى فى الشوط الثانى عن الشوط الأول.. بينما كان سيد معوض المحور الأساسى فى بناء الهجمات عن طريق الجبهة اليسرى والتى جاء منها الهدف الثانى. * يعتبر عصام الحضرى هو نجم المباراة الأول والأخير.. فقد استطاع الذود عن مرماه ببسالة وأنقذ ثلاثة أهداف محققة آخرها فى الشوط الثانى والتى أخرجها من الوضع طائرا بعد أن لعبها كريم زيانى لوب من فوق رأسه.. ولو دخلت هذه الكرة لقضت على آمالنا فى المونديال. وأخيرا.. فموعدنا فى لقاء الحسم والتأهل.. ولقاء الفرصة الأخيرة.. وهى المحطة النهائية التى سننطلق منها إلى المونديال بإذن الله.. وأعتقد أن موقف منتخبنا فى هذه المباراة هو الأفضل.. فمن ناحية تكتمل صفوف الفريق المصرى بعودة وائل جمعة إلى صفوف الدفاع.. وأيضا شفاء حسنى عبدربه واحتمال مشاركته فى المباراة.. بالإضافة إلى أن الضغط العصبى على الفريق واللاعبين والجهاز الفنى سيكون أخف.. والمفروض أن يحسم شحاتة المباراة بإحراز أهداف لأنه لو شعر الجزائريون بأن فريقنا الأفضل سيستدرجوننا إلى التعادل السلبى أو الإيجابى.. والوصول إلى ضربات الترجيح.. بالإضافة إلى الاستفزاز واستخدام العنف.. مع اللاعبين وفى النهاية فإذا حدث وحقق شحاتة الحلم فإنه سيكون أعظم مدرب فى تاريخ مصر إذ سيكون حقق بطولتين أفريقيتين وتأهل للمونديال.. وسيكون هذا الجيل هو أعظم جيل جاء فى تاريخ الكرة المصرية لأنهم الأعظم إنجازا.. وعلى بركة الله.. ربنا يوفقنا ونحقق الحلم.